في ساعة متأخرة من الليل، اصطحب «مصطفى.م»، حدّاد، زوجته «أم حبيبة»، إلى سيارته الملاكى وانطلق من أمام مسكنهما بمنطقة الـ800 فدان بأكتوبر إلى منطقة صحراوية، وواصل الاعتداء عليها بالضرب بـ«حديدة»، وحين عادا إلى مسكنهما أجبرها على الوقوف جوار دولاب حجرة النوم ساعتين كاملتين، وتركها وغادر المنزل، حتى لفظت أنفاسها إثر وصلة التعذيب التي تعرضت لها.
الشرطة ضبطت المتهم أثناء حضوره المنزل، ومعه آخران، استعدادًا للتشاجر مع عائلة المجنى عليها.
استغاثة الزوجة بأهلها: إلحقوني أنا بموت
«لم يكتف بقتل زوجته، كان جاى يضربنا، وجايب ناس معاها سلاح» يعبر علاء الدين محمد، شقيق المجنى عليها، عن صدمته جرّاء مقتل شقيقته في ليلة مشؤومة شهدت حضوره مسكنها للصلح بين الأخيرة وزوجها، وانتهت برفض شقيقته مغادرة منزلها: «أصل جوزها كان مربى لها الرعب».
«علاء» حضر إلى منزل «أم حبيبة»، بعد اتصالها على أخيهما الأكبر «أحمد»، وتقول له: «إلحقونى أنا بموت مصطفى عمال يضرب فيا»، وبناء على اتصال الأخ الأكبر تحرك «علاء» إلى بيت شقيقته في محاولة لإنقاذها، وقبل ذلك اتصل على الزوج محاولاً الاستفسار منه عن سبب الخلاف، فقال له: «لما تيجى هتعرف كل حاجة».
«عاوزنى أعمل رز بلبن لمراته التانية، وبنتى الكبيرة تروح توديه له» أخبرت «أم حبيبة» شقيقها «علاء» سبب اعتداء الزوج عليها بالضرب المُبرح واتصالها للاستغاثة، فيما تمادى الزوج في سبها أمام شقيقها، وهو يحاول الصلح بينهما، لينتهى الموقف بتشابك الأخ والزوج بالأيدى.
عاوز يجيب مراته التانية تعيش مع الأولى
«أم حبيبة» رفضت- وفق شقيقها «علاء»- مغادرة منزلها إلى بيت أهلها إثر التعدى عليها من قبل زوجها، واستغرب شقيقها سلوكها ذلك، وهى تحكى أن الزوج طلب منها ذات مرة: «إعملى محشى كرنب لمراتى التانية، هي شغالة وتعبانة، مش قادرة تعمل حاجة».
وحكت «أم حبيبة» أيضًا لشقيقها، وسط شلال من الدموع: «شكل مصطفى عاوز يجيب مراته التانية تعيش معانا بالشقة اللى لسه ساكنين فيها من شهرين بعد تسلمها من الإسكان الاجتماعى».
بعد مغادرة الأخ، اختبأت «أم حبيبة» داخل الحمام خشية بطش زوجها الذي حطم الباب بـ«حديدة»، واصطحب زوجته عنوةً إلى سيارته أمام أولادهما الـ3- أكبرهم 17 سنة- وفى منطقة صحراوية واصل الاعتداء عليها.
حكى أولاد «أم حبيبة» إلى خالهم «علاء» أن أمهم قالت لهم عقب عودتها للمنزل، وبدا عليها آثار كدمات: «أبوكم ضربنى وهدّدنى إنه ممكن يرمينى عارية دون ملابس لكلاب السكك».
النفس الأخير واستهانة الزوج: شكلها بتستعبط
ماتت الزوجة ضحية التعذيب، بعدما أمرها الزوج بالوقوف أمام الدولاب، وهى ترجوه أن تستريح على السرير، وهو يقول: «مفيش نوم النهارده»، وبعد مغادرته المنزل مع شروق الشمس، اتصلت عليه ابنته «حبيبة»: «يا بابا عاوزين نروح المستشفى، ماما مش قادرة تاخد نفسها»، فرد عليها: «إديها دوا كحة، شكلها بتستعبط!».
دقائق، ونزلت سيدة تقطن ذات العقار إلى شقة «أم حبيبة»، ومعها طبيبة من مستوصف طبى قريب، فوجدت «الأخيرة» في حالة يرثى لها، قبل أن تخبرهم الطبيبة: «السر الإلهى طلع».
أفراد أسرة المجنى عليها وصلوا إلى مسكن شقيقتهم «أم حبيبة» في حالة انهيار تام، كانوا يرددون: «دى آخرة الست اللى كانت بتحب بيتها وعيالها، ورضيت تعيش وسط تعذيب وجحيم زوج 18 سنة علشان تربى العيال؟!»، بينما حضر الزوج مستعينًا بعناصر خارجة على القانون استعدادًا للتشاجر، وكان في انتظاره الشرطة التي ضبطته.
النيابة العامة أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات أجهزة الأمن لكشف ملابسات الواقعة، وصرحت بدفن الجثمان وإجراء تقرير بشأن الصفة التشريحية بمعرفة خبراء مصلحة الطب الشرعى للوقوف على أسباب الوفاة.