• 22 ديسمبر، 2024

رئيس التحرير

ناجي وليم

الثقافة القبطية القديمة مستمرة بين أبناء الشعب المصري الواحد .. بقلم / د. وجيه جرجس

كلة “قبط” هي كلمة مشتقة من الاسم اللاتيني لمصر إجبتوس Aegyptus المشتق بدوره من اللفظ اليوناني أيجيبتوس Αίγυπτος، الاسم الذي أطلقه اليونانيون على أرض وشعب مصر، كما يسود ادّعاء بأن الكلمة العربية قبط ترجع لقبط أو قفط بن مصرايم بن حام بن نوح، ويقضى هذا الادّعاء بأن قبط أو قفط هو أول من سكن مصر.

وينطق بالعربية قبط، أما بالعبرية فتنطق قفطايم … غير أن هذا الادعاء لا يستند إلى أي أساس علمي حيث أنه لا يوجد في الكتاب المقدس أي إشارة إلى اسم “قبط” أو “قفطايم” أو “قفتيم”…عرفت مصر في الشعوب السامية المجاورة لها باسم مصر في الأكدية والعربية، ومصريين في الآرامية، و مصرايم في العبرية، وايجبتوس في اليونانية، وأطلق المصريون اسم “كيمى” أو “كيميت” على الجزء الخصيب المنزرع بأرض مصر ويعني باللغة المصرية القديمة : الأرض السوداء كما ذكرت موسوعه ويكيبيديا الاقباط .

ففي البداية كان الإنجيل يقرأ باليونانية ثم يترجم شفاهياً للغة القبطية حيث لم يكن قد تمت ترجمته للقبطية بعد، ولما زادت الحاجة إلى ترجمة مصرية قبطية مكتوبة للإنجيل، أستخدمت الأبجدية اليونانية لهذا الغرض مع إضافة بعض الحروف المصرية الديموطيقية وهي Ϣ Ϥ Ϧ Ϩ Ϫ Ϭ Ϯ.

ومع انتشار ترجمة الإنجيل عن النسخة اليونانية المعروفة بالترجمة السبعينية Septuagint بين الناس، انتشرت معه الكتابة القبطية وعم استخدامها.

ومن بين أشهر المخطوطات القبطية التي ترجع إلى نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الميلاديين مخطوطات نجع حمادي الغنوصية .. لقد صمدت أمام الحتلال البطلمي عام 323 ق.م – 30 ق.م ، الذي جعل اللغة اليونانية هي اللغة الرسمية لمصر، حيث بقيت القبطية لغة الشعب، حتى في ظل تبعية مصر للإمبراطورية الرومانية وسيادة اللغة اليونانية طوال أكثر من 670 عاما خلال الفترة ما بين 30 ق.م – 641 م، ودخول العرب مصر .

وفي عام 849 م أصدر الخليفة المتوكل منشورا يدعو فيه أن يتعلم اليهود والنصارى اللغة العربية، ولكن الشعب المصري استمر في التحدث باللغة القبطية فيما بينهم وفي حياتهم.اللغة القبطية هي آخر مراحل تطور اللغة المصرية القديمة، التي صمدت أمام الاحتلال البطلمي عام 323 ق.م – 30 ق.م.

رغم مرور أكثر من 1300 عام على إصدار مرسوم تعريب الدواوين في عهد والي مصر “عبدالله بن عبدالملك”، واكثر من ألف عام على منع استخدام اللغة القبطية في الطرق والمنازل في عهد “الحاكم بأمر الله”، المثير للجدل استمرت تلك اللغة المصرية الخاصة طوال مئات السنين، وصمدت في وجه الغزاة الرومان ، وما زالت تحيا في قاموس الحياة اليومية لملايين المصريين حتى اليوم ..

مثّلت اللغة القبطية عائقا أمام الحكام العرب للتفاهم مع أهل مصر الذين حرصوا على تعليم أولادهم اللغة المصرية في المدارس والدواوين، لذلك أصدر والي مصر عبدالله بن عبدالملك، مرسوم تعريب الدواوين عام 706م، لتكون لغة الدواوين الرسمية في المراسلات، وفي عام 849 م أصدر الخليفة المتوكل منشورا يدعو فيه أن يتعلم اليهود والنصارى اللغة العربية، ولكن الشعب المصري استمر في التحدث باللغة القبطية فيما بينهم وفي حياتهم اليوميةالمعيشيه…

وفي القرن الحادى عشر الميلادي، أمر الحاكم بأمر الله بمنع استخدام اللغة القبطية في الطرق والمنازل، ومع حلول القرن الثانى عشر أصبح الشعب المصري يعرف اللغة العربية والقبطية على السواء، حيث بدأت اللغة العربية في الانتشار لتحل تدريجيا مكان القبطية، وهنا قام البابا جبريال الثاني بن تريك، البطريرك الـ70 للكنيسة المصرية بإصدار أوامره بقراءة الأناجيل والعظات الكنسيّة وغيرها من القراءات باللغة العربية بعد قراءتها بالقبطية، لكي يفهم شعب الكنيسة تلك الصلوات والمواعظ، ما أسهم في بقاء اللغة القبطية مستمرة وإن كانت حبيسة جدران الكنيسة، وبعض البيوت المسيحية فقط .

ومع حلول القرنين الـثالث والـرابع عشر ، تراجعت اللغة القبطية أمام اللغة العربية، خصوصا في الوجه البحري، بينما في الصعيد حافظ على اللغة القبطية حتى القرن الـ15، ولاستمرار اللغة القبطية بين المسيحيين اهتم البابا كيرلس الرابع باللغة القبطية اهتماما كبيرا، وبدأ في صرف رواتب شهرية للقساوسة الذين يتقنون خدمة القداس باللغة القبطية؛ تشجيعا منه لهم على دراستها وتدريسها في المدارس

اللغة القبطية هي آخر مراحل تطور اللغة المصرية القديمة، التي صمدت أمام الاحتلال البطلمي عام 323 ق.م – 30 ق.م.
رغم مرور أكثر من 1300 عام على إصدار مرسوم تعريب الدواوين في عهد والي مصر “عبدالله بن عبدالملك”، و1000 عام على منع استخدام اللغة القبطية في الطرق والمنازل في عهد “الحاكم بأمر الله”، استمرت تلك اللغة المصرية الخاصة طوال مئات السنين، وصمدت في وجه الغزاة الرومان، وما زالت تحيا في قاموس الحياة اليومية لملايين المصريين حتى الآن .

كما صمدت أمام الاحتلال البطلمي عام 323 ق.م – 30 ق.م، الذي جعل اللغة اليونانية هي اللغة الرسمية لمصر، حيث بقيت القبطية لغة الشعب، حتى في ظل تبعية مصر للإمبراطورية الرومانية وسيادة اللغة اليونانية .

مثّلت اللغة القبطية عائقا أمام الحكام العرب للتفاهم مع أهل مصر الذين حرصوا على تعليم أولادهم اللغة المصرية في المدارس والدواوين، لذلك أصدر والي مصر عبدالله بن عبدالملك ، مرسوم تعريب الدواوين عام 706م، لتكون لغة الدواوين الرسمية في المراسلات، وفي عام 849 م أصدر الخليفة المتوكل منشورا يدعو فيه أن يتعلم اليهود والنصارى اللغة العربية، ولكن الشعب المصري استمر في التحدث باللغة القبطية فيما بينهم وفي حياتهم اليومية .

للأسف الشديد أمر الحاكم بأمر القرن الحادى عشر بمنع استخدام اللغة القبطية في الطرق والمنازل ، ومع حلول القرن الـثانى عشر أصبح الشعب المصري يعرف اللغة العربية والقبطية على السواء ، حيث بدأت اللغة العربية في الانتشار لتحل تدريجيا مكان القبطية، وهنا قام البابا جبريال الثاني بن تريك، البطريرك للكنيسة المصرية بإصدار أوامره بقراءة الأناجيل والعظات الكنسيّة وغيرها من القراءات .

أ.د. وجيه جرجس

* عضو اتحاد كتاب مصر وأستاذ الإعلام بجامعة بنها

المقال السابق

في عيد الصليب .. كنائس تحمل اسم الصليب وأقدمهم في ( قنا )

المقال التالي

بعد إطلاق أسمه علي منتزه في مسيساجا .. إحتفال للقمص أنجيلوس سعد وسط حضور مُهيب

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *