هنا عاش بابا عبده.. من هو الفنان القدير عبد المنعم مدبولي
كتبت/ زيزيت فؤاد
ولد الفنان عبد المنعم مدبولي والمعروف بشخصية بابا عبده التي أبدع في تجسيدها وذلك في الثامن والعشرين من شهر ديسمبر في عام 1921 وبرجه الفلكي هو برج الجدي، اسمه الكامل هو عبد المنعم مدبولي حسن وهو من مواليد مدينة القاهرة وتحديداً في حي باب الشعرية وتوفي والده وهو طفل رضيع وكانت أسرته تتكون من ثلاث أشقاء هو أصغرهم، ظهرت موهبته وهو طالب في المدرسة الابتدائية لذلك كانوا يسندون إليه دور المؤلف والمخرج للعروض المسرحية بالمدرسة، درس في كلية الفنون التطبيقية وتخرج من قسم النحت، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1945.
عرف بخفة الظل وتعددت أدواره الكوميدية والتراجيدية أيضاً التي من أبرزها فيلم “الحفيد”، “مطاردة غرامية”، شارك مع فؤاد المهندس في العديد من الأعمال الفنية سواء التمثيل أو الإخراج، تزوج من ابنة صاحب البيت الذي كان يسكن فيه مع أسرته ورزق منها بثلاثة أبناء هم أحمد ومحمد وأمل وتوفي بعد صراع مع المرض وذلك في 9 يوليو عام 2006 عن عمر يناهز 85 عام.
عبد المنعم مدبولي وفؤاد المهندس
شكل الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي والفنان فؤاد المهندس ثنائي رائع في تاريخ السينما والمسرح المصري، أكد عبد المنعم مدبولي في أحد اللقاءات أن الصداقة بينه وبين المهندس امتدت لأكثر من 47 عام وأنه قابله في البداية في برنامج “بابا شارو”، وفي أحد اللقاءات مع ابنته أمل تحدثت عن علاقة والدها بالفنان فؤاد المهندس فقالت: “كان أبي يعتبر فؤاد المهندس من أغلى أصدقائه بل كانا أخوين، فقد روى لي أنهما عملا معاً في برنامج بابا شارو، ثم عمل معه في برنامج ساعة لقلبك، ثم أخرج أبي عدة أعمال لفؤاد المهندس”، أما عن سر ارتباطهما ببعضهما في أكثر من عمل تقول: “كان يربطهما حب الفن ودائماً فؤاد المهندس كان يقول عن أبي، إن عبد المنعم مدبولي هو الوحيد الذي يعرف مفاتيح شخصيتي، ولم يكن أبي يهتم بأن يوضع اسمه قبل أو بعد اسم فؤاد المهندس، فهذه الأشياء لم تكن مهمة بالنسبة له قدر أهمية أن تصل الرسالة من العمل الذي يقدمانه”.
أما عن وجود غيرة فنية بينهما أو وجود خلافات تقول أمل مدبولي: “لم تكن هناك أي غيرة بينهما بل على العكس أخرج أبي عدة مسرحيات لفؤاد المهندس وكان حريص دائماً أن يظهر المهندس في أقوى حالاته، واستطاع أن يخرج أداء تمثيلي لم يستطع أحد أن يخرجه من الفنان الكبير”، أما عن وجود خلاف بينهما تقول: “لم تحدث بينهما أي خلافات وما أسماه البعض خلاف لم يكن كذلك، حيث أنه كان يقدم المهندس فوازير عمو فؤاد التي لاقت نجاحاً كبيراً، وكان ينتجها التلفزيون المصري ومحمد رجائي، ولكن حدث خلاف بين فؤاد المهندس وبين محمد رجائي وهنا قرر المهندس ألا يعمل إلا إذا تم تغيير المخرج، فاعترضت القناة على هذا القرار وقالوا أن رجائي يعمل في القناة ولا يمكن تبديله، اعتذر فؤاد المهندس عن الفوازير ورفض تقديمها، وهنا اتصلت القناة بأبي وطلبوا منه تقديم برنامج في رمضان بعنوان “جدو عبده” لأنه اشتهر كثيراً بشخصية بابا عبده من المسلسل، لكنه قال أنه سوف يستأذن من فؤاد المهندس أولاً ويعرف منه سبب اعتذاره عن الفوازير، فأخبره فؤاد أنه لن يقدم الفوازير هذا العام بسبب خلاف حدث بينه وبين القناة، فوافق والدي على تقديم البرنامج وبالفعل حقق نجاحاً كبيراً ولكن لم يكن بنفس درجة نجاح عمو فؤاد، ولذلك لا وجود لأي خلافات بينهما”.
عبد المنعم مدبولي وشويكار
كانت التجربة الأولى للفنانة شويكار مع فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي من خلال مسرحية “أنا وهو وهي” وشهدت خشبة المسرح كثير من المواقف الكوميدية بين الثلاث، وفي أحد اللقاءات مع الفنان عبد المنعم مدبولي قال: “اكتشفت شويكار ولما بدأنا بروفات مسرحية “السكرتير الفني”، كان من المفترض تعمله زميلة غير شويكار لكنها طلبت تعديلات كتير على الشخصية عشان كده جت شويكار بدالها، والعمل ده كان أول لقاء بين شويكار وفؤاد ولمع نجمها وكانت رائعة في البروفات”.
وتابع: “جواز فؤاد وشويكار كان على إيدي وده كان في مسرحية “أنا وهو وهي”، وكانت أول نظرة حب بينهم كانت على الأرض، فؤاد كان عايز يخرج من الأوضة ويروح الأوضة التانية في مشهد وعايز ياخد الشنطة بتاعته ويروح ينام في الأوضة التانية بعد ما ضحكت عليه، وهو بياخد الشنطة عاكسته لحد ما نزل على وشه وهي نزلت وراه، وكان عندي إصرار أشغل المزيكا في المشهد ده رغم رفض المهندس له، وابتدى الحب بينهم في المشهد ده”، كذلك قدم عبد المنعم مدبولي العديد من الأعمال الفنية مع الفنانة شويكار ومنها فيلم “مطاردة غرامية”، “أشجع رجل في العالم” وغيرها.
وفاة عبد المنعم مدبولي
تحدثت أمل مدبولي ابنة الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي عن قصته مع المرض الذي أدى إلى وفاته فقالت: “اكتشف والدي في منتصف الثمانينات أنه مصاب بمرض سرطان الكبد، فسافر إلى الخارج وأجرى عملية جراحية وتم شفائه، ولكن في عام 2006 وقبل وفاته بأشهر قليلة اكتشف أن السرطان عاد مرة أخرى ولكن في الطحال، سافر إلى فرنسا ولكن امتنع الأطباء عن العميلة نظراً لكبر سنه فعاد أبي وتعاملنا مع المرض بالأدوية ولكن تدهورت حالته الصحية، وأصيب بمرض السكري بسبب كثرة الأدوية، وفي أواخر أيامه أصيب بالتهاب رئوي وتم نقله إلى العناية المركزة وتوفي بعدها بأسابيع”، توفي في 9 يوليو عام 2006 عن عمر يناهز 85 عام.