هل يتحول الجيش الأمريكي إلى جيش ترامب؟.. معركة الولاء في البنتاغون
تشهد الولايات المتحدة الأمريكية تطورات غير مسبوقة داخل أروقة البنتاغون، حيث يبدو أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في حال فوزه بالانتخابات القادمة، يخطط لإحداث تغيير جذري في القيادة العسكرية، مما يثير تساؤلات حول مستقبل المؤسسة العسكرية الأمريكية واستقلاليتها.
حملة تطهير أم إعادة هيكلة؟
التقارير الأخيرة تشير إلى أن ترامب ينوي استبدال عدد من القادة العسكريين الكبار بشخصيات موالية له، وذلك بهدف إحكام قبضته على الجيش وتقليل تأثير المعارضة الداخلية. ويأتي ذلك بعد أن أقال سابقًا العديد من المسؤولين في إدارته الأولى ممن اعتبرهم “غير موالين” لنهجه، بما في ذلك وزير الدفاع ورؤساء أجهزة أمنية حساسة.
الجنرال تشارلز كيو براون جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، كان أحدث ضحايا هذه السياسة، حيث استُبدل بشخصية عسكرية يُنظر إليها على أنها أقرب إلى رؤية ترامب، وهو الأمر الذي أعاد فتح النقاش حول مدى تسييس الجيش الأمريكي.
مخاوف من عسكرة السياسة
يرى مراقبون أن هذه التحركات قد تضع الولايات المتحدة أمام سيناريو خطير، حيث يتحول الجيش من مؤسسة وطنية محايدة إلى أداة سياسية في يد رئيس يسعى للسيطرة على كافة مفاصل الدولة. ويخشى معارضو ترامب أن يقود ذلك إلى تسييس الجيش بطريقة غير مسبوقة، مما يهدد بتقويض الديمقراطية الأمريكية.
وفي المقابل، يدافع أنصار ترامب عن هذه القرارات باعتبارها “تصحيحًا للمسار”، ويؤكدون أن القيادة العسكرية الحالية تُسيّر وفق أجندة النخبة الليبرالية، وأن التعديلات ضرورية لضمان “ولاء الجيش” للقيادة المنتخبة.
هل تتكرر مشاهد السادس من يناير؟
التوترات المتزايدة بين البيت الأبيض والمؤسسة العسكرية تُعيد إلى الأذهان أحداث اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2021، حين رفض الجيش الانصياع لضغوط ترامب للتدخل لصالحه بعد خسارته الانتخابات. ويرى البعض أن ما يحدث اليوم قد يكون مقدمة لصراع جديد بين القادة العسكريين والسياسيين في حال حدوث أزمة دستورية مشابهة مستقبلاً.
ما بين الاستقلالية والولاء.. أي طريق سيسلك الجيش؟
تبقى الأسئلة المطروحة دون إجابة واضحة: هل سيخضع الجيش الأمريكي لتحولات جذرية تجعله أكثر تبعية للبيت الأبيض؟ أم أنه سيحافظ على تقاليده الراسخة في الاستقلالية وعدم الانحياز السياسي؟
الأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف المسار الذي ستسلكه أمريكا في هذه المرحلة الحرجة، لكن المؤكد أن العلاقة بين القيادة السياسية والعسكرية لم تعد كما كانت، وأن الجيش الأمريكي يقف على أعتاب مرحلة قد تعيد تشكيل دوره في السياسة الداخلية والخارجية.