التناقض الفج بين ماضي الدولة المصرية العريقة منارة الحضارة في الشرق الأوسط وبين الحاضر المخزي الذي يهدد بأخطار مضاعفة لما شهدته مصر في التسلق لسدة الحكم .
لقد حبلت الدول العربية بالتطرف ، وتم تغذيته بطرق متعددة وعندما جاء وقت المخاض جاءت الكارثة الكبرى
حيث كان الوليد فريقاً لداعش في كل دولة عربية من أيمن الظواهري ، وأسامة بن لادن وحسن نصرالله والحالم بالولاية العثمانية أردوغان ، وصعود تنظيمي الإخوان والسلفيين وبظهور تلك العناصر وبشكل ممنهج وسوداوي تم إغتيال الحضارة المصرية ، والتقدم الفكري ، والعقل الجمعي للمجتمعات
بل إن الأمر تخطى حدود الكرة الأرضية فتعجرفت تلك العناصر ووصل بها الجهل بالسطو على سلطات وسلطان الديان الأعظم والأوحد ، فجالوا يكفرون المسيحيين أولاً ، ويجزمون بأن مصيرهم نار الجحيم ،ثم الكتاب والمفكرين المستنيرين ورجال القضاء ويحللون دماءهم ويقتلونهم وعلى سبيل المثال وليس الحصر ( الكاتب والمفكر فرج فوده ، والعالم الدكتور إبراهيم الفقي ، والنائب العام هشام بركات …..إلخ .. )
وبالمنطق الوطني القانوني كان يجب إجهاض تلك الأجنة حفاظاً على الأمن القومي والجيوش والشعوب وتراث حضارة الدول وأصالتها وإستقرارها ولكن بالغفلة تارة وبالتقاعس تارة وبالقناعة بالفكر المغلوط بالوازع الديني تارة أخرى
توغلت تلك العناصر الهدامة وإخترقت جميع مؤسسات الدول الحيوية يعيثون في الأرض فساداً وفتنا وفتاوى
ومع الخزي والعار صاروا عملاء لدول خارجية تسعى لهدم الجيوش العربية وتقسيم كل دولة إلى دويلات متناحرة متقاتلة ،د لضمان إستقرار دولة إسرائيل . وتحت ذلك الستار الدموي تنهب دول الغرب موارد العرب الطبيعية من البترول ومنتجاته
حيث أن الأبحاث العلمية الغربية أثبتت منذ عشرون عاما أن العالم سيشهد نقصا حادا في موارد الطاقة مما سيوقف مصانعهم ومجالات تقدمهم ونقصا آخر في المياه العذبة وبكل الأسف تعاون العملاء الخونة مع دول الغرب وأغرتهم الدولارات وحلم الوصول إلى الحكم ، وهم يتقمصون دور المصلح التقي بالتستر بالدين
وهو من شرورهم براء .
إن الله الخالق العظيم خلق الإنسان وخلق له الدنيا بجمالها الخلاب ، ومنحه مطلق الحرية أن يحيا بكامل إرادته ويختار طريقه وعقيدته وسلوكه ويرصد الله له أعماله خيراً كانت أم شرا .
أما المتسترين بالدين الذين نصبوا أنفسهم آلهة تدين ، وتكفر وتقتل ، وتحرم ، وتحلل كبلوا البشر وقتلوا أفكارهم التنموية البناءة وهددوهم بالهلاك في الجحيم إن لم يلتزموا بفتاوى الوهم المضلل
كانت مصر الحضارة وسيداتها الأنيقات يتألقن في جمال الملابس المحتشمة كل منهن تبدو ملكة متوجة بالعفة والكرامة ولم يحدث في الستينيات من القرن الماضي وقائع تحرش ولا جرائم إغتصاب ، حيث كان الإيمان بالله وعمق تقواه يملأ القلوب ، والعيون كانت عفيفة ، والنفس كانت تحيا في الورع و الرغبة في مرضاة الله بخشوع .
فكان الرجال رجالاً تملأهم النخوة والشهامة وجمال رقي الأخلاق الحميدة فكان يرى الأنثى مخلوقا له إحترامه إحتراما لله الذي خلقها
أما في غلاف التستر بالدين وحصر التدين في شكل الملبس فقد أرعبنا التحرش وهول حوادث الإغتصاب الذي أخذ صورة حيوانية لغريزة التوحش حتى دارت بنا الدنيا حين إغتصب الأب إبنته ، والخال إبنة أخته
وقتل العم أبناء أخيه المتوفي ليسلب ممتلكاته .
فأين التقوى فى تلك الأحداث اللاضميرية واللاإنسانية ؟؟
إنهم قد أزاحوا التدين الحقيقي وزرعوا بدلاً منه ضلالا وتوحشا وشهوات بهائمية لاصلة لها بالإنسانية
أما الفكر فقد تجلى في ثقافة الرقي والتحضر وإحترام الفنون والإبداع والطرب الأصيل الذي يجسد معاني الإنسانية ، وحتى الآن نرى في حفلات سيدة الغناء العربي أم كلثوم كيف كان الحضور لجمهور راقي يحترم الكلمة واللحن وأداء المطرب
إنني أستنهض كل مؤسسات الدولة المعنية بحماية إستقرار دولة مصر ، ودستورها ، وبعث وإحياء لتفعيل سيادة القانون والعدالة ، وحفظ حقوق المواطنة دون إنتقاص أو تمييز
وحماية الحريات الشخصية في حياة المواطن .
حيث أنني مصرية صميمة عاشقة لوطني وحضارته المتأصلة فإنني أعترض على ممارسة جلسات الصلح العرفيه التي تسلب الحقوق والحريات والكرامة الإنسانية وتضطهد فئة مغلوبة على أمرها
مثلما حدث مع الطالبه حبيبه طارق التي اهينت وتنمروا عليها لأنها لم ترد البنطلون أسفل الفستان!!!!!!!
وإعتدوا على حريتها وكرامتها ثم خططوا لرسوبها عمدا وتحت التهديد والوعيد توقع على جلسة صلح عرفية .
وبتقاعس مؤسسات دولة القانون تتكرر الجريمة بشكل مأساوي مع الطبيبة الصيدلانية إيزيس مصطفى بالوحدة الصحية بكفر عطالله بمحافظة الزقازيق ضربت ضربا مبرحا وتم إهانتهاوسحلت لأنها لم تغطي شعرها وتحت التهديد الإرهابي توقع على جلسة صلح عرفية
كيف لهذه الطبيبة التي كافحت في محراب العلم وتفوقت وإلتحقت بإحدى كليات القمة
أن تحترم العلم بعدما إنتهك الغوغائيون آدميتها ؟؟؟
كيف يكون لدى الشباب إنتماءا وطنياً لوطن لا يحمي الحريات ويترك الإرهاب يدفعهم للإلحاد ؟!
إن مؤسسات الدولة مسئولة مسئولية كاملة عن سيادة القانون وردع الإرهاب الداخلي الذي يهدد بأخطار مدمرة وعواقب وخيمة .
الدول صارت أنقاضا ، والجيوش دمرت ، والشعوب هجرت ، والموارد نهبت بفكر وفعل الإرهاب وخيانة الأوطان
وقد حمى الله مصرنا الحبيبة وجنبنا تلك الكوارث ، والآن تقع على المؤسسات تكملة حماية الوطن وإعادة سيادة القانون والمؤسسات المعنية بتطبيقه وتنقيته من الثغرات المدسوسة
والردع السريع والحاسم لأفعال البلطجة وتجريم جلسات الصلح العرفيه ، وتطهير جميع مؤسسات الدولة من الفسدة لتعود مصر منارة الشرق وليس مغارة لتسيد الإجرام لتعود مصر منارة العلم والعلماء لأن أن أصبح حلم كل ذكي فطن من شبابنا لاحلم له سوى الهجرة
إنني أتوق لرؤية مصر تزيح كابوس الجهل وتنتصر لدولة القانون والعدالة والحريات ليتواكب ذلك مع إكتمال مسيرة التطوير والتقدم التي يقاتل من أجلها فخامة الرئيس تحيا مصر تحيا مصر