ماجد مفرح مصر تعتلي قمة الرقابة العالمية: الجهاز المركزي للمحاسبات يتسلم رئاسة “الإنتوساي”
كتب/ ماجد مفرح
في تتويج لمكانتها الرائدة على الصعيد الرقابي الدولي، تسلمت جمهورية مصر العربية، ممثلة في الجهاز المركزي للمحاسبات، اليوم، رئاسة المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الإنتوساي) لثلاث سنوات قادمة، وجاء هذا الحدث الهام خلال انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الـ 25 للإنتوساي (الإنكوساي 25) الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبحضور وتشريف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ولفيف من الوزراء وكبار المسؤولين.
ثقة دولية ودور مصري محوري
شهدت الجلسة الافتتاحية حضوراً دولياً كثيفاً ضم رؤساء وممثلي الأجهزة العليا للرقابة من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب ممثلي المنظمات الإقليمية والهيئات الدولية المعنية، مما يعكس الثقة العالمية المتنامية في الدور المحوري الذي تضطلع به مصر ضمن المجتمع الرقابي العالمي.
وتسلّمت مصر رئاسة المنظمة من دولة البرازيل، التي قادت الدورة السابقة عام 2022، إيذاناً ببدء حقبة جديدة من التعاون الدولي المشترك، تُركز على تعزيز كفاءة الأجهزة العليا للرقابة، بهدف حماية المال العام وضمان عدالة توزيع موارد التنمية وخدمة الشعوب.
رسالة الجهاز المركزي للمحاسبات: استشراف وصناعة قرار
في أعقاب تسلمه الرئاسة، أكد محمد الفيصل يوسف، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، التزام الجهاز المطلق بـ”رسالة الإنتوساي” القائمة على الاستقلالية والحيدة والنزاهة.
كما شدد على مواصلة العمل لخدمة أهداف المراجعة العامة والحوكمة المالية والإدارية عالمياً، دعماً لـاستدامة التنمية وتعزيزاً للنمو الاقتصادي ورفع كفاءة الأداء العام.
وأشار رئيس الجهاز إلى إدراك الجهاز العميق لأوضاع الاقتصاد العالمي الراهنة ومقتضيات المرحلة التاريخية للعمل الرقابي. موضحاً أن تسارع التطور التكنولوجي يفرض تحديات وفرصاً متزايدة، ما يجعل أجهزة الرقابة تتجاوز مفهوم التدقيق “بعد الفعل” إلى الاستشراف “قبل القرار”. وبذلك، تتحول المؤسسات الرقابية إلى أداة للوقاية بقدر ما هي وسيلة للكشف، لتغدو شريكاً رئيسياً في صناعة القرار العام ومرتكزاً أساسياً لـالإصلاح والتوازن المؤسسي.
مكانة راسخة وإنجازات دولية وإقليمية
يأتي تسلم الرئاسة تتويجاً لمسيرة مصر الطويلة من الجهود الفاعلة في دعم قيم الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد. وتتولى مصر قيادة المنظمة في مرحلة دولية دقيقة تتسم بتحولات اقتصادية عالمية متسارعة وأزمات متعاقبة، مما يضاعف من أهمية الدور الرقابي وضرورة تعزيز التعاون وتبادل الخبرات.
تجدر الإشارة إلى أن مصر انضمت إلى الإنتوساي عام 1963، وعزز الجهاز المركزي للمحاسبات منذ ذلك الحين حضوره الدولي كمؤسسة رقابية موثوقة. ويظهر ذلك في اضطلاعه بدور المراجع الخارجي لعدة منظمات تابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك “اليونيدو” ومنظمة الأمم المتحدة للسياحة، وفوزه مؤخراً بمنصب المراجع الخارجي لمنظمة “الفاو” لمدة ست سنوات تبدأ عام 2026.
كما يمتد الدور المصري ليشمل المحيطين الأفريقي والعربي، حيث يقوم الجهاز بدور رائد داخل منظمتي الأفروساي والأرابوساي، من خلال دعم الأجهزة الرقابية الشقيقة ببرامج متقدمة للتدريب وبناء القدرات، ونشر المعرفة المهنية، فضلاً عن استمراره في ترؤس هيئة تحرير المجلة الأفريقية الشاملة واضطلاعه بمهمة المراجع الخارجي للاتحاد الأفريقي، ما يجسد الثقة الكبيرة التي يحظى بها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
