ترانيم وابتهالات وذبائح وعطايا على أعتاب أديرة مصر
تبدأ الكنيسة المصرية الأرثوذكسية صوم العذراء مريم لمدة أسبوعين 15 يوما، وعلى مدى أعوام طويلة توارث المصريون مسلمون وأقباط احتفالات بموالد وكرنفالات شعبية ابتهاجا بقدوم صوم العذراء وخاصة فى جنوب مصر، وأجمع المؤرخون الأقباط على أن الاحتفال بالموالد المسيحية يأتى طبقا للتقويم القبطى مثل الاحتفال بمولد القديسين وخاصة تذكار وفاتهم ورحيلهم بعد إتمام جهادهم ومسيرتهم على الأرض واعتبارهم دينيا من القديسين وأولياء الله الصالحين، وقد شارك المسلمون والأقباط فى بناء أضرحة القديسين وأصحاب الكرامات مثل مزارات مارجرجس سيدنا الخضر، وفى الصعيد أماكن كثيرة مثل دير جبل الطير بسمالوط، والذى تبدأ فيه الزيارات فى شهر يونيو تزامنا مع زيارة العائلة المقدسة إلى مصر.
بينما تبدأ احتفالات ضخمة بأسيوط وتحديدا دير درنكة والعذراء المحرق حيث يتوافد آلاف المصريين الأقباط ومعهم عدد ليس بقليل من إخوتهم المسلمين لإحياء ذكرى صوم العذراء مريم وزيارة أماكن رحلة العائلة المقدسة، وتستعرض البوابة مظاهر الموالد وتاريخها وجذورها ومراسم محفورة فى تاريخ مصر وتعود إلى مئات السنين.
موالد درنكة والعذراء المحرق
يأتى فى مقدمة موالد العذراء مولد جبل درنكة فى أسيوط، ومولد العذراء فى الدير المحرق بأسيوط، ولم يتم منع الاحتفالات نهائيا إلا بعد انتشار فيروس كورونا واقتصر على أعداد قليلة وأغلقت الأديرة أبوابها وحذرت رسميا من الاحتفالات الجماعية خشية انتشار المرض والفيروس وسط المشاركين.
صوم العذراء فريضة شعبية
صوم العذراء مريم يطلق عليه الأقباط صوم الفريضة الشعبية حيث فرض الشعب القبطى طقوسه على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رغم إقرار الكنائس الأرثوذكسية الأخرى بوجوب صومه ماعدا البروستانت وتختلف مدة صومه حيث تبلغ مدته عند الروم الأرثوذكس 15 يوما مثل الكنيسة المصرية القبطية، بينما تبلغ مدته 5 أيام فقط عند السريان الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس، بينما يصوم الروم الكاثوليك يومى الجمعة بين 1 و14 أغسطس ويصوم الكلدان الكاثوليك يوما واحدا لـالعذراء فقط وجميع الطوائف تبيح أكل السمك خلال مدة الصوم.
كرنفالات وطقوس
احتفالات موالد العذراء مريم والقديسين لها مواعيد مختلفة حسب الترتيب الزمنى والاحتفال ويكون فى توقيت وفاة القديس أو عيد استشهاده، بينما يأتى الاحتفال بالقديسة العذراء فى درنكة بأسيوط فى شهر أغسطس، وهو الذى يحل فيه صوم العذراء، ولهذا يقيم الدير احتفالاته من يوم 7 أغسطس حتى 21 أغسطس فى كل عام. واحتفالات دير العذراء بالمحرق بأسيوط تبدأ بزفة الأيقونة وهى عادة تتميز الموالد المسيحية، وهذه الأيقونة تكون صورة للعذراء مريم من الصور المدشنة ويتقدمها الأسقف والشمامسة ويطلق عليها دورة العذراء ويحمل الخدام والصلبان ويرتلون الألحان الكنسية مرتلين، موكب ضخم يخترق جموع الشعب ويقترب الشعب لأخذ بركة الأيقونة التى تم رسمها بزيت الميرون.
وقد اشتهر فى أسيوط الأنبا ميخائيل بإضافة عادة وجود الحمام الأبيض، وفى مشهد مهيب يتم إطلاقه أثناء دورة الأيقونة، ولوجود الحمام قصة معروفة أن أثرياء أسيوط كانوا يحضرون ويحصلون على مقدمة الصفوف ولايستطيع البسطاء الوصول إلى مجمع الاحتفال، وهنا قرر الأنبا ميخائيل. مطران أسيوط وقتها إحضار الجميع أقفاص حمام ويتم حضورها الاحتفال وهى طبيعى تعود إلى مسكنها، وهكذا يكون الجميع قد حصل على بركة الحفل وأيضا يقام أثناء الاحتفالات.
طقس المعمودية وهى أحد أسرار الكنيسة السبعة بينما يشترك المسلمون والأقباط فى تقديم النذور والذبائح على أعتاب الأديرة ومحبة فى بركات وسيرة أم النور.