لا احد في مصر يغيب عنه اسم الدكتوره ناديه الراهب، اول مستثمره في شرم الشيخ.. واول من اقامت محطة مياه شرب وفندقا عملاقا من فنادق «السبع نجوم» التي تستقبل وفودا سياحيه من انحاء العالم.. معني الكلام ان ناديه الراهب واحده من سيدات الاعمال المصريات التي ضخت استثمارات في شرم الشيخ بالملايين في بدايه البنيه الاساسيه لها، حتي تكون اول مدينه سياحيه في جنوب سيناء تحتل مكانا علي خريطة العالم بسياحه الغطس.. ومن خلال اقامتها فيها اصبحت تعرف كل اسرارها.. وتعرف مشاكلها ومشاكل الاستثمار فيها.. فهي تري ان كل محافظ ياتي اليها يحتاج الي حصانه لقراراته.. يعني بالعربي الصريح: «عايزه تقول ان اي محافظ مظلوم كلما شعر انه موظف وليس حاكما».. وكل المحافظين الذين تعاملت معهم كمستثمره كانوا يرتعشون من اتخاذ القرار الجريء.. كل واحد كان يخشي الحساب او المساءله مع ان التعامل مع المستثمر يحتاج الي الجراه.
ناديه الراهب لانها جريئه في قراراتها لا تنظر للربح او الخساره، بقدر ما يهمها ان تحقق عملا عظيما لمصر- علي استعداد ان تاخذ القرار الذي يحقق هذا الهدف حتي لو كلفها «فلوس».. لكن المحافظ يهمه ان ياخذ القرار الذي يرضي الحكومه حتي لو كان فيه خساره للمستثمر او الاستثمار، المهم الا يتعرض للحساب، مع ان وضعه كمحافظ وممثل للسلطه يعطيه الحق في مراجعه الحكومه لصالح الاستثمار.. لكنّ قدَرَ المناطق السياحيه هو تنفيذ القانون حتي لو اعمي، مع ان هناك مناطق تحتاج الي المرونه والتعامل مع الواقع، وليس مع مواد القوانين.. ولذلك تطالب ناديه الراهب الرئيس بان يحصن المحافظين في قراراتهم ما دامت للصالح العام، وان يكون حسن النيه فيها، وليس سوء القصد.
سالت الدكتوره ناديه الراهب: «ماذا تقصدين من تحصين الرئيس قرارات المحافظين، مع ان المحافظ يتمتع بصلاحيات الرئيس؟.. قالت، للاسف، علي الورق وليس علي الواقع، واتحدي ان يكون المحافظ يملك سلطات الرئيس، والا تغير الحال، وانهينا كل المشاكل.. هل سمعت ان النيابه العامه او النيابه الاداريه استدعت رئيس الجمهوريه لمحاسبته عن قرار اتخذه، واعتبرته النيابه اهدارا للمال العام؟.. فلماذا لا نحمي المحافظ من هذه التهمه.. مع ان هناك محافظين شرفاء، واقربهم الرجل الذي نعمل معه في شرم الشيخ، فهو من المحافظين المحترمين، لكنه لا يملك الصلاحيات ولا القرار، فتراه يشكل لجانا يستند اليها في القرار حتي لا يقع في المحظور وشخصيته لا تسمح بان يكون في موقف حرج، مع ان مصر في داخله لكن ماذا تقول للقوانين؟».. ثم دعتني لزياره المحافظه لاسمع العجب: «كل يوم فيه استجواب لمديرين كبار، مره في الرقابه الاداريه، ومره في النيابه العامه، ومره في الكسب غير المشروع، يعني المساله هاصت، واصبح كل موظف خائفا علي نفسه، ومش مهم البلد ولا الاستثمار، نحن لا نريد ان نضحك علي انفسنا، كل شيء واقف بسبب حاله الرعب التي اصابت المسؤولين بمن فيهم المحافظون، كل واحد منهم خائف من المساءله حتي لو كان صح لانهم ليسوا علي استعداد لارتداء التريننج الابيض».
والذي اعجبني في ناديه الراهب انها تطالب بان يقاس عمل كل محافظ بحجم تشغيله للشباب، اي بقدر مساهمته في حل مشكله البطاله في محافظته، فيضطر الي التيسير علي المستثمرين لايجاد فرص عمل للعاطلين.. هي تري «ضروره تفعيل دور المحافظ في تخفيف الحمل عن الحكومه، وفرص العمل ليست من اختصاص وزير القوي العامله، لكن من اختصاص كل محافظ في دائرته، والمحافظ الشاطر هو الذي يقول انا اهه.. يعني انا شغلت هذا الشهر عشره الاف شاب، وبهذا يساهم الحكم المحلي في حل مشكله البطاله».
صبرى غنيم