توقعت أن تزحف طالبان على الأخضر واليابس فى أفغانستان يوم أن قتلوا نزار محمد الممثل الكوميدى وعبثوا بجثته لبث الرعب، وبالفعل تحقق الرعب وانتصر القتلة، نزار كان معروفاً باسم خاشا زوان، وكان مشهوراً بين زملائه بعشقه للتمثيل الكوميدى وبث مقاطع ساخرة على اليوتيوب، عاش فى قندهار معقل طالبان، فوجئ ذات يوم بتكبيل يديه واختطافه فى سيارة، وتم بث فيديو يصفعه فيه جنود طالبان وهم يضحكون، ثم تم بث فيديو آخر لهم وهم يعبثون فى جثته!
قتل البهجة هو أول طريق السقوط والخراب، كان القرار الأول والأهم للطالبانيين هو طمس صور البنات على الإعلانات وتحطيم المانيكانات فى المحلات وبالطبع فرض الشادور النقاب الأفغانى، تصاعدت الفاشية الدينية حتى وصلت من محطة قتل البهجة لقتل الحياة نفسها، فقد منعوا لقاح كورونا، وأجبروا الأفغان على عدم أخذ التطعيم، وكانوا من قبل قد هاجموا وطاردوا أفراد قوافل تطعيم شلل الأطفال الذين جاءوا من بلادهم لإنقاذ أطفال أفغانستان وإغلاق آخر بؤرة لهذا المرض اللعين الذى لم تعلن منظمة الصحة العالمية القضاء عليه بسبب أفغانستان فى نسختها الطالبانية ، فقد أعلن مسئولون فى مارس الماضى أن مسلحين طالبانيين قتلوا ثلاث نساء يعملن فى مجال التطعيم ضد مرض شلل الأطفال بمدينة جلال أباد فى شرق أفغانستان وأن انفجاراً هز مقر إدارة الصحة الإقليمية لكنه لم يخلّف ضحايا، وفى يونيو الماضى قُتل خمسة عناصر فى فرق التلقيح ضد شلل الأطفال وأُصيب أربعة آخرون بجروح فى سلسلة هجمات منسقة فى ثلاثة أماكن مختلفة فى شرق أفغانستان.
أما عن تطعيم كورونا فقد ذكرت وسائل إعلام أفغانية أن حركة طالبان حظرت التطعيم ضد كورونا فى إقليم باكتيا شرقى البلاد، ونقلت قناة شمشاد التليفزيونية الأفغانية عن ولايات خان أحمدزاى رئيس دائرة صحة بكتيا، قوله إن طالبان التى احتلت المنطقة الأسبوع الماضى حظرت التطعيم فى مستشفى المقاطعة الإقليمى، وأضاف: وحدة التطعيم أغلقت لمدة ثلاثة أيام على الأقل وتم إخبار المراجعين بأن اللقاح محظور، كما أن طالبان ألزمت مجموعة التطعيم بوقف المسعفين عن تطعيم المواطنين ضد فيروس كورونا.
هل بمثل هذا اللامنطق ستتحرر أفغانستان وتتحضر؟ هل من يخاصم الإنسانية ويعادى الحياة يستطيع أن يبنى بلداً ويدخل إلى الحداثة؟ والكارثة أن بعضاً من شبابنا يكتب عن انتصار طالبان العظيم وفتح كابول وغزوة قندهار! هل يرون فى السبى والقتل والذبح والرجم تمهيداً لبناء دولة وتشييد أمة والنهوض بوطن؟ العقول التى تؤمن بأن ما يحدث فى أفغانستان هو نصر للإسلام والمسلمين تحتاج إلى إعادة تأهيل نفسى وعقلى.