تحدثنا فى العدد الماضى عن: 1- من هو الشيطان؟ 2- من هم عبدة الشيطان؟ 3- الكتاب المقدس والعبادة لله وحده. ونستكمل موضوعنا ..
1- محاور عبادة الشيطان:
تأسست عبادة الشيطان منذ قرون فى نيوأورلينز بالولايات المتحدة الأمريكية، وانتشرت بعد ذلك إلى باقى الولايات والدول الغربية عمومًا.
ومعروف أن عبدة الشيطان يدورون فى مملكة الشرير، حول ثلاثة محاور أساسية هى:
1- الطقوس الرافضة للأديان: والمتمردة على الإيمان والإيمانيات، والتى تحض على الخطيئة وتمجد الشيطان. وهذا يتضح من أغانيهم التى تشتمل على صرخات هيسترية، أحيانًا دون كلمات مفهومة. كما أنها تدعوهم إلى الانغماس فى الخطيئة، إذ تقول إحدى أغانيهم: إنى أدخل إلى الخطيئة.. فإنى أحب أنى أمارس ما أدعو إليه!! وفى أخرى لك المجد أيها الشيطان (!!!).. هب لنفسى أن تستريح بجوارك تحت شجرة المعرفة!!.
وفى أغنية ثالثة فى القداس الأسود!! يا إبليس.. إننا نعبدك.. أنت إله الإدراك السليم!! وفى غيرها يقول: يا سيد يتوسل إليك خدامك.. وهم منحنون على ركبهم.. يترجون منك أن تحفظ لهم البهجة.. بارتكاب جرائمهم
التى لا يكتشفها القانون.. وأن تعينهم فى الأعمال الشريرة، بطرقها السرية المحيرة!!
إن التنجيم، وقراءة الطالع فى الكوتشينة وتحضير الأرواح، والعصا السحرية، بل والسحر عمومًا، هذه كلها امتداد لعبادة الشيطان، ينبغى علينا أن نرفضها جميعًا.
2- الموسيقى الصاخبة: التى تخاطب الجسد، وتهدئ الأعصاب، وتنتهى إلى شبه غيبوبة، تهيئ الإنسان لأن يلبسه الشيطان فعلاً. وذلك لأن للموسيقى كما يقول أرسطو: سلطان على تكوين الشخصية، من حيث تأثيرها على الروح الإنسانية. فكلمة Muse معناها الاستغراق فى تفكير عميق.
ومع شدة اهتزاز الجسد بالموسيقى العنيفة، واستغراق الفكر، يغيب العقل، ويتهيأ الإنسان للشيطان فعلاً. وهذا ما أكدته الدراسات النفسية والروحية الحديثة.
ومن المعروف أن موسيقى الروك، التى يمارسها عبدة الشيطان، دقاتها مستعارة من القبائل الوثنية الإفريقية، المتعبدة للأرواح الشريرة. أما الكلمات التى تصاحبها، فمليئة بالتجديف على إلهنا المحب، صانع الخيرات الرحوم.. كقول إحدى الأغانى: لا يحتاج الصغار إلى القلق، عندما يكونون معى، اتركوا الكتاب المقدس أيها الصغار، وتعالوا حولى.
كما أن عنف هذه الموسيقى، يقود الشباب إلى العنف فى حياتهم اليومية.. العنف الذى يتحول أحيانًا إلى رغبة فى الانتحار، كما نسمع فى أغنية Suicide Solution أى يكمن الانتحار هو الحل.
3- الممارسات الجنسية المدمرة: التى تفقد الشباب طاقتهم المقدسة، خصوصًا لاختلاط ذلك بالمخدرات، تلك الطاقة التى كان يجب أن يدخروها للزواج المقدس. أو يتساموا بها فى اتجاهات بناءّة: كالعلم والفن والأدب والرياضة والثقافة والخدمة. وقد جاء فى جريدة Sun (10 فبراير 1984) أن من فازوا بجوائز London Pop هم من: الشواذ جنسيًا أو المنحلين أو المنجمين، أو الذين يريدون أن يتحولوا من جنس إلى آخر.
4- الممارسات الدموية: كذبح القطط، وأحيانًا البشر، وتلطيخ أجسادهم بالدم، ومعروف تاريخيًا أنه فى سنة 1970 أصيب كثير من الأمريكيين بذعر، حينما رأوا مدى التأثير الشيطانى الذى اتسمت به عائلة مانسون، والامتزاج المروع بين الجنس والمخدرات والسحر، مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص كذبائح للشيطان!!
وفى كاليفورنيا تم قتل سبعين شابًا، عاملين فى مزارع الكروم، بعد انضمامهم لعبادة الشيطان! وفى مايو 1972 قدمت بعض النسوة فى شيكاغو أطفالهن، ذبائح للشيطان! وكانوا يحرقون ضحاياهم تمامًا، ليضيع جسم الجريمة!!
2- من هو المعرض للسقوط فى هذه العبادة؟
نوعان من البشر: أحدهما البعيد عن الله، والتدين السليم، والآخر من يجرى وراء كل موضة حتى لو كانت مدمرة.. إنهم شباب نسوا أو تناسوا أن حياتهم ليست ملكاً لهم، بل لله خالقهم، وأن الحرية الممنوحة لهم تقابلها مسؤولية، فانساقوا وراء بدع الضلال القادمة إلينا من الغرب، وتركوا وصايا الدين، وتقاليد الآباء والأجداد.
إن مصير الشيطان، هو الهلاك الأبدى، إذ يقول الكتاب المقدس: وإبليس الذى كان يضلهم طُُرح فى بحيرة النار والكبريت (رؤيا 10:20)، وهذا هو نفس مصير تابعيه.. فهم يخسرون فى الدنيا والآخرة، ويدمرون كيانهم الإنسانى بالنجاسة والمخدرات.
3- القرار قرارك:
إن أهم قرار فى الحياة، هو قرار المصير الدنيوى والأهم الأبدى! الإنسان إذن هو الذى يتخذ قراره: هل يعيش مع الله أم يسلك فى طريق الخطيئة؟ وهو حرّ فى هذا الاختيار، ولكنه سيتحمل المسؤولية طبعاً!! إن حرية الإرادة مكفولة للإنسان حتى النفس الأخير، ويقول الكتاب المقدس: قد جعلت قدامك الحياة والموت، البركة واللعنة، فاختر الحياة لكى تحيا أنت ونسلك (تثنية 19:30). ويقول أيضًا: اختاروا لأنفسكم اليوم من تعبدون!! (يشوع 15:24).
كيف نخلص من هذه الضلالة الجديدة؟ هذا ما نجده فى العدد المقبل إن شاء الله (يتبع)
* أسقف الشباب العام
بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية