• 8 نوفمبر، 2024

رئيس التحرير

ناجي وليم

أضرار كارثية على السودان ومصر .. ماذا لو انهار سد النهضة الإثيوبي؟

أثارت دراسة حديثة ضم فريق إعدادها الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، الجدل حول إمكانية انهيار سد النهضة ومخاطر ذلك على دولتي مصر والسودان، خاصة في ظل تكتم أديس أبابا وعدم إعلانها عن الدراسات التي أجرتها حول أمان سد النهضة.
عدّد خبراء ومحللون سياسيون في دولتي مصر والسودان المخاطر التي يُمكن أن تتعرض لها دولتي المصب جراء أي خلل في سد النهضة، مؤكدين ضرورة وجود دراسات وافية حول أمان السد لعدم طرح هذا السيناريو.
أثبتت دراسة حديثة استخدمت صور الأقمار الصناعية، وجود هبوط ونزوح في سد النهضة وسد السرج المساعد له؛ ما يشكل خطرا قد يؤدي إلى انهيار السد الإثيوبي الذي يُبنى على النيل الأزرق.

من جانبها، قالت أسمهان إسماعيل إبراهيم، الباحثة السودانية في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الخرطوم، إن النشاط الزلزالي تحت السد عالي جدا وفقا لخبراء والذي سيمثل ضغطًا على الطبقات الأرضية مهددًا بوجود السد.

أوضحت الباحثة السودانية في تصريحات خاصة لـ موقع القاهرة 24، أن الهضبة الإثيوبية المقام عليها السد تتكون من صخور بازلتية بركانية وهي أقل الصخور تحملا للحمولات الثقيلة كالسدود مثلا، موضحة أن سد النهضة سيتم بناءه لارتفاع 145 مترا بسعة تخزينية 74 مليار متر مكعب وقد تنبأ خبراء ألا تتجاوز قدرة احتمالية السد 25 كيلو مترا.

كما شددت على أن دولتي المصب مصر والسودان تتوجس من غياب المعلومات التي تتعلق بأمان السد ودراسات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، لافتة إلى أن إثيوبيا رفضت تزويد مصر والسودان بأي معلومة أو التزام بالاتفاق المبرم حول ملء وتفريغ السد.

كما ذكرت المحللة السياسية السودانية، أن ما تقدم من دراسات وآراء لخبراء يؤكد أن سد النهضة معرض لخطر الانهيار على المدى البعيد وسيكون الضرر كبير جدا على السودان، حيث يقع على الحدود السودانية على بعد 100 كم فقط من سد الروصيرص الذي يغذي الشبكة القومية للكهرباء في السودان، وكذلك سد سنار الذي يروي مشروع الجزيرة في مساحة 2.2 مليون فدان.

أيضا أوضحت أن انهيار هذه السدود يعتبر كارثة كبيرة جدا مدمرة للسودان، موضحا أن هذين السدين يقعان على النيل الأزرق، وسيجرف كل المدن والقرى الواقعة على امتداده حتى الخرطوم ما يهدد حياة 20 مليون سوداني.

وأكدت أنه يتوجب على دولتي المصب أخذ مسالة خطورة انهيار السد بصورة جدية وضغط إثيوبيا لتزويدهم بالمعلومات الكافية لمعرفة حجم التهديد الذي يمثله السد على الدولتين وعلى السودان تحديدا؛ لأن انهيار السد يهدد وجوده، مشددة على ضرورة وجود اتفاق قانوني ملزم لإثيوبيا حول ملء وتفريغ السد ولتفادي أي كوارث محتملة مستقبلا.

وحسب الدراسة المنشورة عبر موقع preprints العلمي، فإن هناك نزوحًا متفاوتًا في المدى من 10 ملم إلى 90 ملم عند قمة سد النهضة، بينما أظهر التحليل الإضافي لمعدل الانحدار إزاحة رأسية على الجانب الغربي من السد الرئيسي للسد مقارنة بالجانب الشرقي، بينما تُضيف الهياكل الجيولوجية المحلية التي تتكون من مناطق ضعيفة تحت سد السرج المصاحب لسد النهضة المزيد من عدم الاستقرار في هيكلها.

وحول أضرار انهيار سد النهضة الإثيوبي، قال الدكتور محمد نصر علام، وزير الموارد المائية والري الأسبق، إن ما يُنشر حول احتمالية انهيار سد النهضة قريب من الصحة لكن غير مؤكد، مضيفا أن مصر والسودان لم يطلعا على الدراسات المتعلقة بأمان سد النهضة، بالإضافة إلى أن الدولتين لم يشيرا إلى هذه الأزمة في اجتماعات مجلس الأمن.

أخيرا، أوضح علام لـ موقع القاهرة 24، أن انهيار سد النهضة بعد اكتمال الملء البالغ 74 مليار متر مكعب سيتسبب في محو السودان بالكامل مع تأثيرات متوقعة على السد العالي في مصر.

المقال السابق

أقباط يناشدون الحكومة سرعة تقديم « قانون الأسرة للمسيحيين » إلى البرلمان

المقال التالي

اقتصادي: أزمة إيفرجراند لن تؤثر على سوق العقارات المصري لاعتماده على الطلب المحلي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *