• 18 نوفمبر، 2024

رئيس التحرير

ناجي وليم

جنين مات فى بطن امه و8 جثث على الأرض .. ليلة لن ينساها 3 مسعفين

السادسة والنصف صباح أول أمس الخميس، هدوء يطبق على فرع إسعاف أطفيح. يتبادل مندوه سعيد على وزميله حسين عبد التواب الحديث حول أحوال أسرة كل منهما. لم يدر بخلد أي منهم ما ستحمله الدقائق المقبلة لهما.

مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى السابعة إلا الربع وردت إشارة عبر جهاز اللاسلكي أنصت المسعفان إليها. بلاغ بانقلاب سيارة ملاكي تقل عجوزا وزوجتيه وزوجتي نجليه و6 أطفال بالطريق الصحراوي الشرقي في المنطقة الواقعة بين مدخل مركز أطفيح وقرية الودي.
تحركت 6 سيارات إسعاف متمركزة بالطريق الصحراوي واثنتان من طريق الكريمات وتلك التي تقل “مندوه” و”حسين” من فرع أطفيح.

وصلت سيارات الطريق الصحراوي خلال 4 دقائق ليتوالى وصول الباقين. المشهد بدا مأساويا للجميع “المنظر كان صعب جدا لقينا 8 جثث على الأرض” يقول مندوه سعيد إنهم أسرعوا بنقل 3 مصابين إلى مستشفى أطفيح المركزي.

لم يكد يصل المسعفان موقع الحادث مرة أخرى حتى علما بوفاة طفل 5 سنوات في قسم الاستقبال ولحقه آخر بعدها بينما يعاني رضيع “9 أشهر” من نزيف بالمخ في غرفة العناية المركزة متشبثا بأمل البقاء.
بالعودة إلى موقع الحادث، انتشر رجال الشرطة بقطاع الجنوب وفرقة مباحث الشرق في محاولة لكشف ملابسات الواقعة. المعاينة والفحص أشارا إلى أن قائد السيارة أخذته سِنَّةُ من النوم بينما يسير بسرعة جنونية فاختلت عجلة القيادة بيده ما أدى إلى انقلابها مرات متتالية واصطدامها بالحواجز الأسمنتية.
يتذكر “مندوه” مشهدا سيظل عالقا في ذهنه أبدا ما عاش ليؤيده زميله “حسين” بالقول “سيدة حامل الجنين مات في بطنها ومقطوع الحبل السري”.

تم وضع الجثامين في أكياس الموتى ونقلها للمشرحة ليظهر المعدن الأصيل لرجال الإسعاف. بينما يفتح “مندوه” كيس الموتى الخاص بجثة سيدة في مقتبل العمر ترتدي عباءة وبنطال جينز “كانت لافة إيشارب على وسطها بداخله 60 ألف جنيه”.

في الوقت نفسه عثر المسعف “حسين عبد التواب” على حقيبة حريمي بداخلها 108 آلاف جنيه بينما عثر الثالث محمود سعيد على مبلغ 2800 جنيه وقرط ذهبي.
على الفور أبلغ المسعفون الثلاثة مديرهم المباشر “كنا عايزين نخلي الأمانات معانا نسلمها للأهلية ونواسيهم” هكذا تمنى الثلاثة لكن الإدارة المركزية أبلغتهم بالتوجه إلى مركز أطفيح وتسليمها لرجال الشرطة.

توجه الثلاثة إلى ديوان المركز لإنهاء إجراءات تسليم تلك الأمانات ليعود بعدها كل منهم إلى نقطة تمركزه بعد قضاء ساعات الصباح ما بين موقع الحادث المأساوي والمستشفى وأخيرا قسم الشرطة.
“احنا معرضين لكده كل يوم على الطريق” يعلق المسعف مندوه سعيد على تسليمهم للأموال إلى القسم “دا واجب علينا وأهم حاجة في الشغل الأمانة” مختتما حديثه “عايزين رضا ربنا”.

المقال السابق

ترامب يعلن عن شعار حملته الانتخابية القادمة

المقال التالي

استنكار قبطى لاستقبال رئيس اساقفة كانتبرى في دير انبا مقار

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *