• 22 نوفمبر، 2024

رئيس التحرير

ناجي وليم

سحر الجعارة تكتب : ” كرامة توم وجيري”

الأمر الخارق للعادة يجرى على يدك أو يدى أو يد أى إنسان فى العالم.. ربنا أجرى على إيدينا كبشر أمور خارقة للعادة.. الأمر الخارق للعادة لو تم على يد مؤمن نسميه «كرامة» وإذا جرى على يد غير مؤمن نسميه «إهانة».. هذا ما ندرسه فى مادة العقيدة).. هذا يدرسه طلابنا فى الأزهر وطلابنا فى الدراسات الإسلامية، بحسب تصريحات الدكتور «سعد الدين هلالى»، أستاذ الفقه المقارن، لبرنامج «الحكاية»، المذاع على قناة MBC مصر.

يضيف الدكتور «هلالى»: تعلمنا فى خطابنا الدينى «كراهية الآخر».. نخاطب الناس بإجبارهم أدبياً على السمع والطاعة باستغلال قضاء الله وقدره.. وهذا رتَّب فى عقولنا أنه لو هذا الحادث تعرّض له شيخ نطلق عليه «شهيداً» وعندما يتم لإنسان ليس من أهل الإيمان نقول إن ربنا ابتلاه.

هل تجد هذا الحديث غريباً فى التعليق على مصرع رسام الكاريكاتير السويدى الذى وضع رسوماً ساخرة للنبى محمد، فى حادث مرورى جنوبى السويد؟ هل تريحك فكرة أن الله اقتصّ لكرامة نبيك بوفاة الرسام رغم أنك شخصياً لا تضمن عمرك؟
أنت عاجز عن أن تحرر أرضك، بانتظار «جند من الله» يحاربون نيابة عنك ويحققون نصر أكتوبر 1973، (لاحظ أن الملائكة أيضاً نزلت لعصابة الإخوان فى رابعة)، هل ترضيك هذه الفكرة وتميل إلى كلام «خالد الجندى»، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الذى يقول إنه «من أكبر الأخطاء القول أننا انتصرنا بالقومية العربية، فالشعار الذى اشترك فيه المسلم والمسيحى فى هذه المعركة هو (الله أكبر)، فالمسلم والمسيحى كان يقول الله أكبر، واشتركا فى نفس الكلمة وكلاهما يعبد نفس الإله»! أم تحترم دماء الشهداء وحرب الاستنزاف الطويلة قبل نصر أكتوبر وتؤمن بما قاله الدكتور «هلالى» من أن «انتصار أكتوبر عام 1973 كان انتصاراً وطنياً شعبياً وليس انتصاراً مرتبطاً بالإسلام، وليس لنا الحق فى ربط الانتصار أو الهزيمة بالإسلام»؟!

اعتقادك الراسخ بأن الله ينوب عنك فى كل معاركك هو وهم يفرّغ حياتك من مضمونها، لو أراد الله حياتنا رحلة من التدليل والنعيم، يأتى فيها الرزق بمائدة من السماء، وتتحصن من المرض بكتابة سورة من القرآن على جسدك، وتتعلم ما تيسّر من «فقه الكراهية»، وتتناسل وتتكاثر تاركاً ذريتك للدولة ترعاها وتطعمها وتكسوها (كأن الدولة موفد العناية الإلهية لجنابك).. وتبدل جنبك بين النساء «مثنى وثلاث وما طالت يمينك» وأنت تتثاءب فى كسل ورفاهية مرضية.. فلست أهلاً لخلافة الله فى الأرض ولا إعمارها.. ولما كان البعث يوماً للحساب ولا كانت الجنة ولا النار.. هذا «ماكيت خيالى» يصور عالم «توم وجيرى» وكسل المبدع العربى عن ابتكار شخصيات كارتونية تشبهنا!

أنت تتفنن فى تجريد انتصارك الأكبر فى ساحة الحرب ليصبح «كرامة»، وتختزل كل أعدائك فى شخص رسام قضى عليه «ابتلاء».. وأنت لا حول لك ولا قوة إلا «الدعاء»!

«الغرب» الذى تكفِّره ليل نهار سبقك فى العلوم والتكنولوجيا وغزا الفضاء الخارجى، وأنت «اتكالى» ترفض حتى لقاح كورونا الذى تكرّم به علينا الكفرة.. فكرة تكفيره تشفيك من عقدة الدونية والتبعية للغرب، تعفيك من الخوف من السلاح النووى بينما تتحرك بريموت كنترول صنعه الغرب وأنت تصرخ من «التجسس» على معلوماتك التافهة عبر مواقع السوشيال ميديا.. أما «الكرامة» الحقيقية فهى أن كائنات بمثل ضآلتنا وتخلفنا لها موقع فى هذا العالم.

المقال السابق

مصاريف المدارس الحكومية والفئات المعفاة

المقال التالي

بالصور .. البابا تواضروس يفتتح تجديدات إكليريكية الأنبا رويس

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *