أكد المنتج أن الفيلم من خيال المؤلف وليست له علاقة بواقع اجتماعي معين
أثار فيلم “ريش” للمخرج عمر الزهيري والذي عرض ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي، جدلاً كبيراً، خاصة بعد انسحاب عدد من الفنانين من العرض بزعم إساءته لمصر.
وأكد الفنانون المنسحبون، وعلى رأسهم الفنان شريف منير، أن الفيلم به أحداث تسيء لسمعة مصر، إضافة لقلبه الحقائق وضعفه الفني.
إلى هذا، تروي أحداث الفيلم الذي حصل على جائزة أسبوع النقاد في مهرجان كان، حياة أسرة فقيرة تعيش في العشوائيات، وخلال عرضه في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الجونة مساء الأحد الماضي انسحب عدد من الفنانين معتبرين أنه يسيء إلى سمعة مصر.
من خيال المؤلف
من جهته، قال منتج الفيلم محمد حفظي لـ”العربية.نت”، إن الجدل المثار مفتعل، وإن الاتهامات غير منطقية، مضيفاً أن الفيلم ليس وثائقياً عن حياة الفقراء في مصر، لكنه من خيال المؤلف وليست له علاقة بواقع اجتماعي معين بل يمكن أن يكون في أي مكان وأي زمان. وقال الناقد السينمائي أحمد سعد الدين لـ”العربية.نت” إنه يجب تقديم وتقييم الفيلم فنياً وليس سياسياً، ومن حق الفنان شريف منير أن يرفض الفيلم لكن ليس من حقه أن يتحدث عن سمعة مصر.
وأضاف أنه تم إنتاج أفلام مماثلة من قبل مثل “هي فوضى” و”حين ميسرة”، متسائلاً ولو شاهدنا هذه الأفلام الآن هل يمكن القول إنها تسيء لسمعة مصر؟
يتسق مع المعايير
في سياق متصل، أصدر مهرجان الجونة السينمائي بياناً رسمياً بخصوص الأزمة، أكد خلاله أن اختيار فيلم “ريش” للمخرج المصري عمر الزهيري، جاء متسقاً مع معايير اختيار الأفلام في المهرجان، وذلك بناء على ما حققه من نجاحات في بعض المحافل الدولية سواء حصوله على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولي في أكبر المهرجانات العالمية مهرجان “كان”، وهو أول فيلم مصري يحصل على مثل تلك الجائزة المرموقة.
وأضاف أن الفيلم حصل على الجائزة الكبرى لمهرجان “بينجياو” في الصين، كما تم اختياره ليعرض في أيام “قرطاج” السينمائية في دورتها القادمة، وقامت وزارة الثقافة المصرية بتكريم الفيلم وفريق عمله في فعالية أقيمت قبل بدء مهرجان الجونة السينمائي. وأضافت إدارة المهرجان: ولذا كان اختيار الفيلم للعرض في مهرجان الجونة جزءا من الاهتمام بالشأن المصري، في المجالين الفني والثقافي عالميا، خصوصا أن السينما المصرية على مدار 125 عاماً لم يحصل فيلم مصري على جائزة بهذه الأهمية.
“لا يحمل إساءة”
وأشارت إلى أنه وفقا لآراء العديد من النقاد المصريين والعالميين، فإن الفيلم تدور أحداثه في زمن ومكان غير محددين، وبالتالي لا يمكن تحميل الفيلم أكثر مما جاء به. وأكد المهرجان أنه لم ولن يعرض أي فيلم بدون الحصول على التصاريح الرسمية تأكيداً لأنه لا يحمل أي إساءة أو ضغينة في أي من عروضه المختلفة سواء داخل أو خارج المسابقة الرسمية.
وقال إنه يدعم السينما العالمية والفن بصفة عامة، وأهمية أن يأخذ وضعه ضمن الخريطة العالمية للمهرجانات ويفتخر المهرجان أنه مهرجان مصري يقام على أرض مصر التي يكنّ لها كل الاحترام والتقدير في كل ما ينتمي للمهرجان.
وأضاف المهرجان أنه قدم على مدار 4 سنوات مضت العديد من الأنشطة في مجال تعزيز الفن السينمائي وتنشيط السياحة المصرية، وعقدت دورته الرابعة في ظروف عالمية صعبة، وذلك للتأكيد على مكانة مصر وحرص المهرجان على إبراز قدرة مصر والمصريين على تقديم مهرجانات عالمية.