أن مفتاح الشخصية الإنجليزية هو ال” جنتلمان ” فى حين أن مفتاح الشخصية الأمريكية هو ” البراجماتى ” , وهذه المفاتيح هى بمثابة الشفرة التى من خلالها نستطيع قراءة الكثير من أفكار وسلوكيات كل شخصية , تعنى القدرة على
التكيف السريع والقدرة على التلون مع الموقف ونقيضه ,
اى المبالغة فى تأكيد الذات والإلحاح على إظهار قدرة فائقة
هو وحده الفهلوى الذى ” يفهمها وهى طايره ” وهو الذى يستطيع أن” يجيب الديب من ديله “و” عايش فى الدور”
اصبحت هذه الكلمة فى قاموسنا اللغوى المصرى الآن تعنى الاونطه ( ادعاء امكانيات او قدرات غير موجوده ) والتحايل ( انتحال الذكاء ) والضحك على الدقون ..الفهلوى هو فى الموروث الشعبى من «يصنع من الفسيخ شربات» أو يأتيك بحل من خارج الصندوق تماماً.. أصبح قانون يمشى بين الناس على الأرض، إذ تناقلتها الأجيال المتعاقبة.. “عشان تعيش فى الدنيا لازم تتعلم تبلف اللى قدامك بكلمتين حلوين وهيسيح معاك زى الحلاوة”. خليك حدق ومشى حالك… خلى لسانك حلو.. وكيف تستطيع “دهن الهوا دوكو”، الفهلوى يمتلك القدرة على التحليل والنفاق والاستعباط..جاء محصل الكهرباء يلتزم أهل المنزل «الهدوء» حتى ينصرف..
والهروب من تذكرة القطار إلى «الحمام» أو بجملة «ركبت غلط»..الفهلوة فى الموروث الشعبى تحولت إلى صفات تلتصق بسكان بعض المناطق، ففى الإسكندرية والمدن الساحلية هناك «حمو» الفهلوى، وفى الصعيد أثبتت قضية «المستريح» أن الفهلوة توطنت فى الجنوب، وفى بورسعيد توجد شخصية «أبوالعربى» التى تعد تجسيداً حياً لشخصية الفهلوى…رشوة الموظف او العامل للأسف الشديد المصلحة الحكومية «مفرخة الفهلوة» من موظفين ..نجد أن الفهلوة لم تصبح سلوكا فرديا لدى البائعين الجائلين أو منادى السيارات على الأر صفة أو المسهلاتيه أو المشهلاتيه من السعاة وعمال البوفيه فى المصالح الحكومية , وإنما أصبح سلوكا عاما للاسف الشديد فالشخص «الفهلوي» الذي يعمل في أكثر من مهنة دون أن يكون مؤهلاً لأيٍ منها، وكل ما يهمه أن يجمع المال بأي طريقة، فالهلوة ايضا يبيع لك سلعه باكثر من ثمنها ، بل يبيع لك فى الكثير من الاحيان الوهم فهلوي
كيف تجد ثغرات في القانون المصري فهلوي في تغير المسمى الوظيفي فهلوي في أن تصبح موظف مندوب مبيعات وتبيع الوهم.تزوير شهادات ودراجات علمية اكاديميه. فهلوى في تغير الماركات العالميه والنصب علي العملاء نتذكر الانفتاح الاقتصادى ايام الرئيس الراحل انور السادات والرغبة فى الثراء السريع دون جهد حقيقى , وشيوع قيم الخفة والفهلوة وانتهاز الفرص ..الفهلوي متسربلا بعباءة الدين أن تجعل الظالم مظلوم والجانى ضحيه قدر مقسوم. الشخص الذى يجيد ” النصب الالكترونى ” وجمع أموال تحت مسمى ( جمعيات خيرية وتكافل اجتماعى ). الأسر المصرية فهلويه.كيف يعيش المصريون بمرتباتهم الهزيلة
وكيف يدبرون حياتهم ونصفهم تحت خط الفقر دون أن يثوروا..وشخصية الفهلوى تراها وأنت تركن سيارتك بجانب أى رصيف أو تخرج بها فتفاجأ بأن الأرض انشقت و شخص يقف وراءك أو أمامك ليقول لك ” تعالى .. يمين..شمال ..لركن .الاكراميه. وايضا من ضمن مفردات الفهلوى ( هبر ” هبش ” تسليك ” تقليب ” شفط “… ). تراه عند شبابيك تجديد رخص السيارات فى إدارات المرور يعرض خدماته عليك و بتقديم مشورة لم تطلبها , اوفي السجل المدني. وفر مواسم الدعايات الإنتخابية عندنا حيث تجد الإعلانات المليئة بالأكاذيب والنفاق والوعود البراقة , وإعلانات التأييد والمبايعة ..للأسف الشديد نتاج النظام البيروقراطى الروتني والتعقيدات المكتبية وشيوع الرشوة والوساطة .الغش أو بمحاولة شراء الإمتحانات ورشوة الآخرين الدروس الخصوصية كي ينجح الطالب.
ايضا نلمسها فى الأمثال المصرية الكثير مما يعبر عن الروح مبالغة شديدة للتفخيم ( لاحظ كثرة استخدام الألقاب الرنانة فى المجتمع المصرى : بيه , سعادة الباشا , سعادة الريس الفهلويه تعنى الفرديه فى التفكير والرؤية مثل ” حصيرة ملك ولا بيت شرك ” , ويظهر ذلك أيضا فى تعبير الفردى ” أنا عملت ” بدلا من ” احنا عملنا ” . بينما سر القوة والنجاح فى الدول الكبرى Team Work..كل ذلك أدى إلى تنامى دور الفهلوى حتى أصبح من مكونات الشخصية المصرية.
أ .د وجيه جرجس استاذ الإعلام المساعد جامعة بنها.