بما أننا سَلّمنا عقولنا وقلوبنا لعالم افتراضى من خيال المآتة، لا يمت للواقع بشلن مِصَدّى، ومضينا عقد احتكار مع شياطين مواقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك – إنستجرام – تيك توك) عن طيب خاطر وتخلف عقلى، فليس غريبًا أن نخترع لقاءً يتويوبيًا من محض التهيؤات التافهة بين متحدث رسمى باسم الموظفين الوهميين فى مملكة اللالالاند يدعى (بليد) وبين مراسل من قناة كرتونية لنفس ذات المملكة الأسطورية يدعى (ساذج)، حيث يدور الحوار فى إطار من العبث على هذا النحو السيكو درامى:
■ ساذج: نرحب بالأستاذ بليد متحدثًا رسميًا باسم الموظفين الوهميين.. إحنا اتبلينا بحضرتك النهاردة وضلمتنا بحضورك..
– بليد: أنا سعيد بوجودى مع قيمة إعلامية ساذجة بكل المقاييس زى سيادتك وفى قناة كرتونية حريصة على تقديم كل ما هو مفبرك وغير منطقى بالمرة.
■ ساذج: فى البداية عايز أعرف ليه المواطن عشان يخلص ورق حتى لو كان ورق زبدة بيضطر ييجى أربع خمس عشر مرات؟
– بليد: يا فندم أنا عشان أخلص لنفس المواطن ورقة، وتحديدًا لو كان ورق زبدة باجى طول السنة ومافتحش بؤى..
■ ساذج: بوضوح وبجاحة، هل الموظف عندكم ممكن يقبل رشوة؟
– بليد: المسألة تختلف من نطع إلى آخر، فى مِشَهلّاتى ممكن يقبل وفيه غشيم مايدخلش جيبه قرش حلال.
■ ساذج: إذن اللى بيرفض ما بياخدش رشوة ولو حتى على سبيل القرض المتيسر.
– بليد: لا بياخدها برضه بس مابيحطهاش فى جيبه بيحطها فى الدرج.
■ ساذج: طيب استفسار آخر، هل المواطن اللى معاه واسطة يقدر يخلص ورقه أسرع من المواطن اللى معاهوش اللّضة؟
– بليد: زمان كان فيه فرق بين أبو واسطة وأبو وكسة.. لكن الحق يقال دلوقتى الاتنين ورقهم بيمشى على ظهر حمارة عوجة.
■ ساذج: اسمحلى أتطاول عليك فى جزئية شديدة البلاهة، وهى أن الموظف فى الطابونة عندك بيتعمد طلب أوراق ومستندات زيادة لتعطيل المواطن.
– بليد: الكلام ده غير محترم وكل ما فى الأمر إننا بنشوف شغلنا.
■ ساذج: ما هو المواطن بيتمرمط.
– بليد: أنا قلت لحضرتك إنى باشوف شغلى، ما قولتش خالص إنى باعمله، أظن كلامى واضح.
■ ساذج: ليه الموظف اللى تحت دِرسك دايما متعصب وبيزعق وشايل طاجن سته..
– بليد: الإجابة بمنتهى الهرتلة لأن سته كبيرة فى السن ماتقدرش تشيل.
■ ساذج: وماذا عن تفعيل بعض الخدمات على النت.. هل سهلت الدنيا على المواطن البائس والموظف اليائس..
– بليد: والله هى جننت الاتنين لأن المواطن بقى يتعامل مع الكمبيوتر المهنج أو الموقع التقيل فى التحميل بعنف، وأصبح بيتخانق مع الماوس، والموظف مبقاش لاقى حد يتشاكل معاه فبقى بيتخانق مع دبان وشه.
■ ساذج: لو افترضنا إن قدامك ست عجوزة فى السبعين وست جميلة فى التلاتين هتخلص أوراق مين الأول؟
– بليد: هاخلص الجيم اللى بألعبه وبعدين أقوم أتوضى وأصلى الضهر وأفطر وأخش بيت الراحة وألاقى الساعة جت 2 فأروح البيت.
■ ساذج: وأخيرًا لو ماكنتش موظف كنت تحب تشتغل إيه؟
– بليد: هتصدقنى لو قلت لك ماعرفش أعمل حاجة غير دى.
■ ساذج: هو حضرتك بتعمل إيه أساسًا؟
– بليد: زى ما سيادتك شايف مابعملش حاجة.
■ ساذج: إيه الرسالة اللى تحب توجهها للمواطن فى نهاية اللقاء؟
– بليد: أحب أقوله إن الصبر مفتاح الفرج، ولازم يطلّع على المفتاح ده عشرين نسخة عشان يخلص ورقه.