فى التاسع والعشرين من شهر كيهك المبارك تحتفل كنيستنا القبطيه الارثوذكسية وجميع الطوائف التى تتبع التقويم الشرقى بعيد الميلاد المجيد ، وقد خصصت الكنيسه هذا الشهر للتسبيح والشكر والتمجيد لله .
على اهتمامه بنا نحن البشر اذ قد تنازل فضلا من غير استحقاقنا وقبل ان تكون له صورة الانسان . اتحد بطبيعتنا ولبس صورتنا وظهر بيننا كانه واحد منا وهو ملك السماوات والارض .
لقد اخلى ذاته من صورة المجد وارتضى صورة الهوان . اخلى نفسه من صورة الرب وارتضى صورة العبد وهو المسجود له من الملائكه وروساء الملائكه . وله تجثو كل ركبه مما فى السماويات ومما على الارض ومما تحت الارض ( فل2 : 10)
لقد ارتضى الله وقبل ان ياخذ صورة الانسان . فكان فى قبوله هذه الصورة اعظم حب يمكن ان يطمح اليه الانسان .
هل كانت البشريه مستحقه لظهوره يوم ان جاء المسيح الينا !!
كانت البشريه تنتظر هذا المجىء وتستحقه . لانها كانتزفى حاجه اليه . لقد انتظرت البشريه المخلص والمنقذ وعبرت عن ذلك بواسطه فلاسفتها وانبيائها .
1- الإمبراطور أوغسطس قيصر. Augustus (63 ق م – 14 م ) الذى فى عهده ولد السيد المسيح له المجد . هذا الإمبراطور كان قد رأى حلما روعه .
فقد رأى نقطه من الزيت نزلت من السماء . ولم تلبث ان كبرت طولا وعرضا حتى صارت بركه أو بحيرة صغيرة ثم كبرت البركه . فصارت نهرا وكبر النهر . فصار بحرا . وكبر البحر فصار محيطا .
وأخذ الماء فى المحيط يعلوا ويعلو حتى غطى الارض كلها ووديانها وجبالها حتى وصل علوه الى السماوات .
وأحس الإمبراطور انه غرق هو نفسه واستيقظ من الحلم مذعورا . ولم يفهم الحلم . او يعرف معناه .
فجمع كل العلماء وسألهم . فانباوه ان هذا الحلم نذير او بشير بميلاد اله تغطى ديانته وعبادته الارض كلها والسماء .
ولما لم يتوصل الى حقيقة هذا الاله الجديد . امرالإمبراطور ان يقام مذبح لهذا الاله فى كل انحاء الامبراطوريه .
وأمر ان يكتب على هذا المذبح ( الى الاله الذى لا نعرفه )ومرت سنين كثيرة . وولد المسيح له المجد فى عهد أوغسطس قيصر .
لكن بعد سنين كثيرة . ذهب القديس بولس الرسول الى اثينا ورأى هذا المذبح والمكتوب عليه . لذا وقف فى وسط … الارياباغس وقال لهم :يااهل اثينا . فى مرورى ومعاينتى لمعبوداتكم وجدت مَذْبَحا مكتوب عليه ( الى الاله الذى لانعرفه )
فهذا الذى تعبدونه ولا تعرفونه هو الذى انا أبشركم به (اع 17: 22- 23 )
وواضح من حلم اوغسطس قيصر الذى فى عهده ولد المسيح له المجد ( لو 2 : 1)
و انه هو نبع الزيت الذى نزل من السماء ثم كبر وعلا حتى غطى الارض كلها والسماوات
وهو ما يشير الى امتداد ملكوته او مملكته .فهو كما قال عنه الملاك للعذراء مريم ( ويملك الى الأبد ولا يكون لملكه نهايه ) لو 1 : 22 .
كل عام وانتم بخير . كل عام وانتم فى ملء بركه الرب . عام سعيد . وميلاد مجيد لربنا يسوع المسيح .
وشكرا للرب الهنا الذى ارتضى وقبل ان يأخذ صورة الانسان . فكان فى قبوله هذه الصورة اعظم حب يطمح اليه الانسان .
كل عام ونحن اكثر تمسك باايماننا .كل عام ونحن اكثر تمسك بعقائدنا.. كل عام وكل بلادنا العزيزه مصر فى تقدم وازدهار .
اعدها وكتبها لكم : مجدى سعدالله
الباحث فى التاريخ القبطى
المراجع : موسوعه اللاهوت العقيدة . الانباغريغويوريوس (الجزء العاشر .) – عقيده المسيحيين فى المسيح .( المتنيح الانبا يؤانس اسقف الغربيه )