★ زفت چوقة الملائكة روح قدس الأب مكاري يونان كاروز العصر إلى الفردوس بعد رحلة خدمته الفريدة التي جسد فيها صورة السيد المسيح على الأرض وكرس حياته لخلاص نفوس الكثيرين والكثيرات على مستوى العالم
★ رحل القس مكاري يونان الكارز النموزجي الفريد الذي يندر تكراره في هذا الزمان كرجل دين بين ملايين رجال الدين ، حيث أنه إختلف في كل شيئ .
★ لم يتربح من الخدمة الرعوية ، ولم يبغ أن يكنز لأسرته كنوزا مادية على أرض الفناء ، بل ذخر كنزه في السماء حيث لايعتريه سوس سوس ولا تأتي اللصوص .
★ بشهادة حفيده الباكي في حفل الوداع الذي أقامه الكارز الرائع القس/ سامح موريس كان سلامه بين أبنائه وأحفاده ( مارتن أثا ) أي الرب قريب وأن يكون الرد ( أمين أثا ) أي حقا قريب ، واصفا جده بالرجل العظيم .
كان بمثابة مدرسة تدرس في حبه لزوجته يقدس الحياة الزوجية ويقدر ويكرم زوجته بقدوة رائعة تحتذى
فقاد أسرته بأجيالها إلى طريق الخلاص بأن تكون حياتهم إنجيلا معاشا .
★ رحل عن دنيانا من إقتنص النفوس من بين أنياب الشياطين صارخا داعياً الجميع إلى التوبة وان نرفع قلوبنا إلى السماء .
★ رحل من مجد إسم السيد المسيح خارج أسوار الكنيسة وعلى مستوى العالم شاهدا وممجدا ، فكان يرحب بالأخوة المسلمين ويمنحهم أولوية الإهتمام .
★ حقيقة لاجدال فيها لقد جسد أبونا مكاري جميع مواصفات الكاهن الكارز الأمين بروحانية قدسية ناكرا ذاته ومقدما شخص السيد المسيح في كل المعجزات ولم ينسب قط أي معجزة لصلاته . قائلاً ( بإسم يسوع المسيح الناصري ، قوة دم صليبه ،سلطان لاهوته المحي نأمر كل روح هاربه أو محاربه أو ساكنه في الجسد بمغادرة الجسد وعدم العودة إليه ، كل رقيه ، كل سحر ، كل عمل شيطاني يبطل ، تقطع كل الرباطات ، تبطل كل المحاربات أمييين ) .
★ جسد أيضاً تلك المواصفات النموزجية في تواضعه وإنسحاقه الكامل بأقواله المنسحقة ( أنا تراب ) و( أنا خدام ) و ( إعطوا المجد لصاحب المجد ) .
★ جسد صفات الكارز كما يجب أن يكون بخدمته الشاملة المتعددة الغير محدودة وبجميع السبل حتى أنه لم يمتلك خبرات التعامل مع الإنترنت ولكنه جند من يدير التواصل على الصفحات الإلكترونية مع سائر المتابعين في كل دول العالم فسجل الواقع ألاف المعجزات .
★ هو الكارز الذي حطم المتاريس والحواجز الوهمية التي صنعها الشيطان لتفصلنا عن المسيح بقوله الدائم ( الفرصة الآن أمام كل شخص في العالم المسيح فاتح أحضانه ) وبقوله أيضاً ( المسيح حاضر في وسطينا )
★ لم يدرس أبونا مكاري علم الموسيقى ولا العزف والتلحين ولكن لحبه للمسيح الساكن في قلبه منح مواهب الكتابة والتلحين للترانيم الروحية فترك لنا كنزا للتسبيح سجله في مائة وثلاثة وثلاثون ترنيمة تغنت فيها نفسه المتعطشة لرب المجد إما بمخاطبة السيد المسيح ، أو بمخاطبة النفس البشرية لإيقاظها من الغفلة في معترك الحياة الأرضية الفانية القصيرة للتنعم بنوال التهليل والتسبيح في الحياة الأبدية اللانهائية .
★ عاش طيلة حياته مكرسا لرفع إسم السيد المسيح وجمع النفوس لحظيرته، متشوق لخدمة المرضى والمقيدين بالأرواح الشريرة والمحتاجين لصلاته دون تفرقة أو تمييز بل كان كل شوق قلبه أن يقدم المسيح لكل شخص مشفقا على النفس البشرية بحب غير محدود ساعيا جاهداً لخلاصها .
★ إن أبونا مكاري الراحل بالجسد والذي لن ترحل كرازته وأعماله كان مدرسة روحانية فريدة لربح النفوس وضمها لحظيرة الإيمان حيث جسدت قناعته كيف أن الحرف يقتل فلم يكن متعصبا وليس لديه أدنى تمييز في المعتقد أو الديانة أو الطائفة فقد كان يكرز بإسم المسيح الفادي الذي تجسد من أجل خلاص العالم ليربح النفوس بتواضع جم ليس له نظير ، وقد سجلت بعض المواقف تواضعه وحلمه الشديد في تقبله للنقد والهجوم بطول آناته رابحا نفوس الكثيرين متفوقا في ذلك عن التشدق بالحرف القاتل .
★ إن كرازة أبونا مكاري النموزجية والفريدة كانت ثرية بأهدافها الكتابية والعجيب في ذلك هو بساطة وسلاسة إسلوب خدمته القوية الفاعلة والنافذة إلى قلوب المتعبين ، والمتأرجحين ، والضاللين .
★ وفي هذا الصدد فقدسه قد طبق فكر الفيلسوف بولس الرسول في الأصحاح الثالث عشر من رسالة كورنثوس الأولى :
( إن كنت أتكلم بألسنة العلماء والفلاسفة ولكني لا أربح نفوسا للمسيح فقد صرت نحاسا يطن أو سنجا يرن ، وإن كنت أستخدم أفضل أساليب المهارة في الوعظ وأفهم أسرار علم النفس ، وإن كنت أعرف الكتاب المقدس من تكوينه إلى رؤياه ولكني لا أربح نفوسا للمسيح فلست شيئا )
★ القديس أبونا مكاري جسد تفعيل الإنجيل المعاش فلم يتكلم بلغات مختلفة غير لغة الكتاب المقدس وبقلب عاشق للمسيح ربح نفوسا كثيرة لم يتمكن كهنة كثر من تحقيق ما حققته خدمة أبونا مكاري .
★ تحمل النقد اللاذع من رجال الدين وخدام حرفيين بدواع سطحية مثال أنه يرنم أثناء العظة أو يهتف قلبه بكلمة ( هلليلويا) التي تعني ( سبحوا الله)
★ ولأنني أرفض ذلك النقد الهدام وبقناعتي التامة أمجد كل ما هو بناء وينفذ للنفس البشرية ويحرك وجدان الإنسان ويحي النفس في التسبيح فإنني كنت وسأظل رافضة لكل نقد هدام لايربح النفوس ، وأرى أن القديس أبونا مكاري واجه ذلك الظلم بكل إيمان مكملا لرسالته الفريدة غير آبه بما يتهمون فكان له الإنتصار يوم إنطلقت روحه إلى المسيح
★ و بالمنطق الروحي والعقلاني لكل الغيورين على الكنيسة ورسالتها أرى أن نيافة الأنبا روفائيل قد أخفق في كلمته التي ألقاها عبر الفضائيات وإرتفعت في كلماته الأنا فلم يعط المتنيح حقه في ذكر فضائله الخدمية والرعوية واسعة النطاق ولا تواضعه وإنسحاقه وتمجيده لإسم السيد المسيح فلجأ إلى سرد صفات ومهام الكاهن بصورة عامة دون ذكر أعمال المتنيح الفريدة والمثمرة في ربح النفوس فإكتملت صورة الحرفية وعدم التوحد لتحقيق أسمى الأهداف التي تجسد من أجلها الله لخلاص العالم
★ وكما عاش القديس لايأبه بالنقد والهجوم تقبل جثمانه المسجى في النعش تجاهل ثمار جهاده الروحي متهللا بلقاء رب المجد وبكنزه السمائي الذاخر بحبه المتدفق للمسيح .
بقلم / سوزان حبيب