• 22 نوفمبر، 2024

رئيس التحرير

ناجي وليم

الرئيس السيسي يلتقي ولي عهد أبو ظبي في بكين

تعد العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وشقيقتها جمهورية مصر العربية علاقات عربية نموذجية. حيث يوجد تنسيق مثالي بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.

وفي إطار التنسيق المستمر بين الإمارات ومصر، التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. مع شقيقه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، قرابة 30 مرة منذ 7 يونيو 2014. آخرها اليوم السبت في العاصمة الصينية بكين، وذلك على هامش حضورهما افتتاح دورة “بكين للألعاب الأولمبية الشتوية 2022″؟ أمس.

ويعد لقاء بكين هو الثاني بين الزعيمين العربيين خلال 10 أيام فقط، ففي يوم الأربعاء 26 يناير 2022 التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي. الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في العاصمة الإماراتية أبوظبي. في زيارة تستهدف بحث العلاقات الثنائية، فضلا عن التشاور والتنسيق حول التطورات الأخيرة في المنطقة.

وخلال الزيارة أعرب الرئيس السيسي عن تضامن مصر حكومة وشعباً مع الإمارات بعد الحادث الإرهابي الأخير.

وأكد الرئيس السيسي دعم مصر لكل ما تتخذه الإمارات من إجراءات للتعامل مع أي عمل إرهابي يستهدفها. مشددا على إدانة مصر لأي عمل إرهابي تقترفه ميليشيا الحوثي لاستهداف أمن وسلامة الإمارات ومواطنيها.

خصوصية العلاقات

ويعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، القائد العربي الوحيد الذي حضر افتتاح وتدشين كل القواعد العسكرية المصرية الجديدة. بداية من مشاركته في افتتاح قاعدة “محمد نجيب العسكرية” في يوليو 2017. مروراً بمشاركته في افتتاح قاعدة «برنيس» على البحر الأحمر في يناير 2020، وحتى حضوره افتتاح قاعدة “3 يوليو” العملاقة على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وهو ما يؤكد ويعكس قوة وخصوصية العلاقات المصرية الإماراتية في جميع المسارات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

الرؤية

ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية بعلاقات تاريخية وثيقة تستند على الوعي والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية. التي شهدتها وتشهدها المنطقة، وأهمية التعامل معها بسياسات ومواقف متسقة ومتكاملة ترسخ الأمن العربي والإقليمي، وتحافظ على استدامة التنمية في دولها.

ويحظى البلدان بحضور ومكانة دولية خاصة مع ما تتميز به سياستهما من توجهات حكيمة ومعتدلة. ومواقف واضحة في مواجهة التحديات الإقليمية المرتبطة بإرساء السلام، ودعم جهود استقرار المنطقة، ومكافحة التطرف والإرهاب. وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.

وترتبط الإمارات ومصر بعلاقات تاريخية أرسى دعائمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. من خلال قناعة راسخة بمكانة مصر ودورها المحوري في المنطقة.

ويرجع تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية إلى ما قبل العام 1971 الذي شهد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة. تحت قيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي ترك وصية خاصة بمصر. قال فيها : “نهضة مصر نهضة للعرب كلهم. وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر.. وهذه وصيتي، أكررها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر. فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.. إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة”.

دعم في الحرب والبناء

ولطالما وقفت الإمارات إلى جانب شقيقتها مصر في الأوقات الصعبة منذ العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956. وفي أعقاب حرب يونيو 1967 حيث سارع الشيخ زايد إلى مد يد العون لإزالة مخلفات العدوان الإسرائيلي. وصولا إلى مساهمته في حرب أكتوبر 1973، واتخاذه قرار قطع النفط تضامنا مع مصر، بجانب تبرعه بـ100 مليون جنيه إسترليني لمساعدة مصر وسوريا في الحرب.

كما شارك المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في مرحلة بناء مصر والتي توجت بمدينة الشيخ زايد 9500 فدان. التي أهداها لمصر عام 1995، بمنحة من صندوق أبوظبي للتنمية، كما توجد مدينة جديدة في المنصورة تحمل اسم الشيخ زايد أيضا. وفي 2010 تم الانتهاء من مشروع قناة الشيخ زايد، لنقل مياه النيل إلى الأراضي الصحراوية في منطقة توشكى. وفي مستشفى الشيخ زايد يعالج المصريون، ويتعلم أبناؤهم في مدارس تحمل اسمه.

قوة العرب

في المقابل كانت مصر من أوائل الدول التي دعمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971. وسارعت للاعتراف به فور إعلانه ودعمته دوليا وإقليميا كركيزة للأمن والاستقرار، وإضافة جديدة لقوة العرب.

ومنذ ذلك التاريخ استندت العلاقات الإماراتية المصرية على أسس الشراكة الاستراتيجية بينهما لتحقيق مصالح الشعبين ومواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة. وقد تعددت لقاءات قيادتي البلدين ومسؤوليها على كل المستويات للتنسيق حيال تلك التحديات. وفى عام 2008 تم التوقيع على مذكرتي تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين. نصت على أن يقوم الطرفان بعقد محادثات ومشاورات ثنائية بطريقة منتظمة. لمناقشة جميع أوجه علاقتهما الثنائية وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ومن أجل المزيد من التنسيق المشترك تم الاتفاق في فبراير 2017 على تشكيل آلية تشاور سياسي ثنائية تجتمع كل 6 أشهر. مرة على مستوى وزراء الخارجية والأخرى على مستوى كبار المسؤولين.

تنسيق تام بين البلدين

وشهدت السنوات الماضية تنسيقا وثيقا بين البلدين على الصعيد السياسي خصوصا حيال القضايا الرئيسية على الصعيدين العربي والدولي. وتعددت لقاءات قيادتي البلدين ومسؤوليها للتنسيق حيال تلك المواقف. وهو ما أظهر نجاحا كبيرا في العديد من الملفات التي تحظى باهتمام الجانبين.

وتحتل الإمارات المركز الأول دوليا وعربيا من حيث الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر. والتي وصلت إلى نحو 6.663 مليار دولار في عام 2018 مقارنة بنحو 6.513 مليار دولار عام 2017.

ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين في الفترة من يناير وحتى أكتوبر من 2018.

المقال السابق

الحكومة تكشف حقيقة زيادة تعريفة الركوب لسيارات النقل الجماعي والسرفيس بالمحافظات

المقال التالي

بالفيديو لحظات الوصول إلى الطفل ريان وفريق طبي يشخّص حالته

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *