أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن اللاجئين جميعاً سواء، ولا فرق بين لاجئ وآخر من حيث المعاناة والألم. وأنه يتعين على العالم أن يتعامل مع مشكلات اللاجئين، القائمة والمستجدة. بذات القدر من الاهتمام والاستعداد للعون والمساعدة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أبو الغيط اليوم الثلاثاء في افتتاح أعمال المنتدى العربي للتنمية المستدامة 2022. الذي تنظمه لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) بمقرها في بيروت بالتعاون مع جامعة الدول العربية وعدد من الشركاء. وهو المنتدى الذي يعالج للسنة الثانية على التوالي موضوع التعافي من آثار جائحة فيروس كورونا المستجد. كما يستعرض جهود الدول العربية في مجال تنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030.
وأثني أبو الغيط، في كلمته التي وزعتها الجامعة العربية ، على جهود الإسكوا. مشيداً بحرصها على تعزيز التعاون مع جامعة الدول العربية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. مشيرا إلى تبعات الأزمة الصحية التي تسببت بها جائحة كورونا وألقت أعباء إضافية على عاتق الدول العربية. وتسببت في فقدان العديد من المكاسب التي حققتها قبل الجائحة. وعلى وجه الخصوص الارتفاع المقلق لأرقام الفقر والجوع في العالم العربي ومخاطر ذلك على أمن واستقرار المجتمعات.
تمويل التنمية المستدامة
ونبه أبو الغيط إلى تدهور أرقام الأمن الغذائي العربي بسبب آثار الجائحة وندرة المياه والتغير المناخي. مضيفاً في هذا الشأن أن “الحرب في أوكرانيا ستكون لها تداعياتها على المنطقة العربية بسبب ارتفاع أسعار الحبوب والسلع ومواد الطاقة”.
وأشار إلى أن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، وإدراكا منه بخطورة هذه الأوضاع. أصدر في اجتماعه الأخير قرارا بإعداد دراسة استراتيجية تكاملية حول الأمن الغذائي العربي. تمهيدا لعرضها على القمة العربية القادمة في الجزائر، أوعرضها ضمن ملفات القمة التنموية الخامسة. المقرر عقدها مطلع العام القادم في موريتانيا.
وحول سياسات التعافي من الجائحة، شدد أبو الغيط، على أهمية بناء قدرات المؤسسات، وتشجيع الاختيارات الاقتصادية المستدامة. وزيادة الاستثمار في الرأسمال البشري، بالإضافة إلى التغيير الذكي لأوجه الإنفاق.
كما تطرق أبو الغيط إلى آخر مستجدات جهود جامعة الدول العربية في مجال التنمية المستدامة. مشيرا على وجه الخصوص إلى المبادرة العربية للقضاء على الجوع وإطلاق الشبكة العربية للعلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة.
تمويل التنمية المستدامة
وقال”أبو الغيط” لقد أطلقنا مؤخراً تقرير تمويل التنمية المستدامة في مصر، بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية. وهو أول تقرير وطني يتناول موضوع التمويل المستدام، وذلك ضمن أعمال الأسبوع العربي للتنمية المستدامة. ونتطلع في هذا الشأن إلى مساعدة بقية الدول العربية لإعداد تقاريرها الوطنية.
وأشار إلى أن الدول العربية انخرطت بجدية في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة لعام 2030. وبذلت جهوداً ملموسة لتنفيذها بالرغم من الأزمات التي حلت ببعضها خلال العقد الماضي. وهي أزمات أطال أمدها تنافس القوى الكبرى، وتكالب دول الجوار لتحقيق مغانم على حساب الحقوق العربية.
وأضاف إن الآثار الوخيمة لهذه الاضطرابات على جهود التنمية المستدامة في دولنا كانت واضحة. حتى قبل وباء كورونا. وزادتها الجائحة حدة وتعقيداً، والمؤسف أن يرافق هذا التدهور في الأوضاع الإنسانية والاجتماعية بالأساس. احتدام أزمة سياسية عالمية، هي الحرب في أوكرانيا، ربما تشغل العالم لسنوات قادمة. وتسحب من رصيد الاهتمام والعمل من أجل التنمية المستدامة.
وتابع أبو الغيط:” خير شاهد على ما أقول ما يجري اليوم في دول الجوار السوري هنا في لبنان وفي الأردن أيضا. إذ لا تزال هذه البلدان تحتضن ملايين اللاجئين السوريين في ظروف نعلم ونقدّر جميعا صعوبتها واستثنائيتها. بالرغم مما أصابها بسبب الجائحة”.
جائحة فيروس كورونا
وقال أبو الغيط: ” لقد قوّضت جائحة فيروس كورونا المستجد جهود الدول العربية لتنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030. وتسببت في فقدان العديد من المكاسب، إذ شكّلت عقبة إضافية أمام تحقيق هذه الأهداف. لاسيما فيما يتعلق بتأثيراتها على معدلات الفقر. إذ ارتفع عدد الفقراء في المنطقة العربية في سنة 2020 وحدها بمعدل 14 مليونا ليبلغ 115 مليون نسمة”.
وأوضح أن هذا العدد يمثل ربع سكان العالم العربي دون أن ننسى أن بعض الدول العربية. تعاني من ارتفاع معدلات الفقر الشديد كما في الصومال واليمن، مشيرا إلى أنه من المتوقع أيضاً أن تزيد الجائحة من نسب عدم المساواة ومظاهر عدم تكافؤ الفرص بسبب تراجع المداخيل وارتفاع معدلات التضخم.
وحول مستقبل التعاون بين الجامعة العربية والأمم المتحدة، أعرب أبو الغيط عن تطلعه إلى تنفيذ الأنشطة والمشاريع المشتركة. ومنها فعالية “أسبوع المناخ 2022” المقرر إقامته نهاية هذا الشهر في اكسبو 2020 دبي. بالتعاون مع عدد من الشركاء، متمنيا أن “نستكمل مسارنا التعاوني بالتركيز على موضوعات المناخ والتمويل والمياه بصفتها مواضيع ذات أولوية للمنطقة”.
وجدد أبو الغيط التزام الجامعة العربية القيام بكل ما من شأنه أن يرتقي بهذا التعاون إلى مستويات أفضل خدمة لأهدافنا المشتركة.