أدى هجوم بالطعن والدهس في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل الثلاثاء إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين. على ما أكدت خدمة الإسعاف الإسرائيلية فيما توعد رئيس الوزراء بالنيل ممن وصفهم بأنهم “إرهابيون”.
وأكد المتحدث باسم خدمة الطوارئ والإسعاف زكي هيلر لوكالة فرانس برس أن عدد القتلى أربعة.
وقالت الشرطة وخدمات الإسعاف والطوارئ إن الهجوم وقع في محطة للوقود وخارج مركز تجاري في مدينة بئر السبع. بعد الساعة الرابعة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (14,00 ت غ).
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إن “رجلا مسلحا بسكين وصل إلى منطقة تجارية في بئر السبع وأصاب ثلاثة مدنيين”.
وأضافت أنها “تشتبه بعمل إرهابي”.
وافادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن المهاجم من بلدة “حورة” في النقب ويدعى محمد أبو القيعان.
وبحسب الشرطة فإن المهاجم طعن امرأة في محطة وقود قبل أن يعود إلى مركبته. التي قادها ودهس بعدها رجلا في الستين من عمره كان على دراجته الهوائية خارج مركز تجاري قريب.
لاحقا، غادر المهاجم مركبته مجددا وبدأ بتوجيه الطعنات لآخرين كانوا في محيط المركز التجاري. على ما أكدت خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء.
وبحسب الشرطة فإن “مدنيين كانوا في موقع الحادث أطلقوا النار (على المشتبه به)” الذي لم يتم تحديد مصيره بعد.
قمة ثلاثية في مصر
وفي أول رد فعل له، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الذي عاد لتوه من قمة ثلاثية في مصر. جمعته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد متابعته للحادثة.
وقال بينيت في بيان مقتضب إنه “يجري مشاورات مع وزير الأمن العام وقائد الشرطة”.
وأشاد بينيت بمطلقي النار على المهاجم وقال إنهم “أظهروا قوة وشجاعة ومنعوا وقوع المزيد من الضحايا”.
وأشار رئيس الوزراء عبر حسابه على تويتر إلى أن “قوات الأمن في حالة تأهب قصوى. سنعمل ضد الإرهابيين وسنلاحقهم أيضا ونلاحق من يساعدهم”.
ولم تقدم الشرطة بعد أي معلومات عن المهاجم.
من جهته، دان رئيس القائمة العربية الموحدة في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) منصور عباس العملية “الإجرامية”.
ونشر عباس عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بيانا قال فيه “تدين القائمة العربية الموحدة بشدة العملية الإجرامية في بئر السبع. وتبعث بتعازيها لعائلات الضحايا وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى”.
عملية السلام في الشرق الأوسط
هذا ودان المبعوث الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند الهجوم “بشدة”.
وقال وينسلاند في بيان ” لا يوجد مبرر للعنف او الإرهاب. لا شيء بطولي في قتل المدنيين ولا عذر للإشادة بمثل هذه الأعمال”.
وأبدى المبعوث الأممي “انزعاجه المتزايد” من استمرار العنف في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل.
وفي بيان له دان المجلس المحلي في بلدة حورة في النقب (جنوب) “بشدة العملية العدائية (التي استهدفت) أبرياء”.
ودعا المجلس “سكان النقب عربا ويهود على حد سواء إلى الحفاظ على علاقات الجوار التي سادت بين الطرفين”.
من جانبها، اعتبرت حركة حماس الإسلامية الحاكمة في قطاع غزة أن العملية تأتي “ردا على سياسة التهجير العرقي التي تمارسها المؤسسات الصهيونية”.
ومنذ أكتوبر 2015 وعلى مدى أشهر، شهدت كانت القدس والضفة الغربية المحتلة وإسرائيل عمليات طعن ضد إسرائيل نفذ معظمها شبان فلسطينيون معزولون.
لكن هذه الحوادث نادرة الحدوث في جنوب الدولة العبرية.
وشهد مطلع العام الجاري صدامات بين متظاهرين من البدو وقوات الأمن الإسرائيلية في صحراء النقب بسبب أعمال تجريف أراض في المنطقة لصالح مشروع تشجير يشرف عليه الصندوق القومي اليهودي.
والبدو هم عرب من أحفاد الفلسطينيين الذين بقوا في أراضيهم بعد قيام إسرائيل العام 1948.
ويعيش ما يقرب من نصف بدو إسرائيل البالغ عددهم 300 ألف نسمة في قرى غير معترف بها في صحراء النقب منذ أجيال، ويشكون من التهميش في إسرائيل ومن الفقر.
ويعاني هؤلاء من التمييز، ويفتقرون الى مرافق البنية التحتية من مياه وكهرباء وصرف صحي، وغالبا ما يتم هدم بيوتهم.