اكد د. مصطفي مدبولي أن الأزمات العالمية لم تجعل أمام القارة خيار واستغلال مقدراتها ومواردها الطبيعية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، إذا ما أردنا حقاً الحديث عن مستقبل إفريقيا، قائلاً: لعل تداعيات هذه الأزمات خير دليل على ضرورة أن نجعل من إفريقيا قارة مكتفية ذاتياً، ومشيراً في هذا السياق إلى أهمية استغلال الفرص الهائلة التي تتيحها اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية .
وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي في افتتاح مؤتمر مصر تستطيع بالصناعة الذى تنظمه وزارة الهجرة إلى الجهود التي قامت بها الدولة المصرية خلال السنوات السبع الماضية من أجل إرساء قواعد بنية تحتية عالمية ليس بهدف خدمة مصر فقط، وإنما لخدمة القارة الإفريقية أيضاً، من أجل تسهيل حركة التجارة البينية وفتح آفاق غير محدودة المدى للتعاون الاقتصادي والتجاري بما يحقق التكامل الإقليمي المرجو، لافتاً في هذا الإطار إلى مشروع الخطوط الثلاثة للقطار الكهربائي السريع، الذى تنفذه مصر لتقديم منظومة نقل حديثة تكاملية تربط موانئ البحر الأحمر بموانئ المتوسط، وتصل إلى حدود مصر الجنوبية مع السودان، منوهاً إلى أنها تخدم أيضاً عملية الربط الإقليمي مع القارة الإفريقية.
وشدد رئيس الوزراء على أهمية الإسراع في بناء قاعدة بيانات عن الصناعات المتواجدة بالقارة الإفريقية للتعرف على الفرص المتاحة والاحتياجات المطلوبة بين دولنا الإفريقية، وتنفيذ شبكة طرق تربط بين الدول الإفريقية، وقال رئيس الوزراء: إنني أنقل إليكم رؤية القيادة السياسية بأن الدولة المصرية تولى اهتماماً بالغاً بالقارة الإفريقية، وراغبة في تعزيز التعاون معها على كافة المستويات.
من جانبه، أعرب ألبرت موشانجا، مفوض الاتحاد الإفريقي للشئون الاقتصادية عن إعجابه بعملية التطوير والتنمية الشاملة التي تشهدها مصر، والتي حرصت خلالها على تعميق الصناعة المحلية واستخدام المكونات المحلية، كما تطرق إلى أهمية تعزيز دور القطاع الخاص لتحقيق التنمية المرجوة في إفريقيا، داعياً رجال الأعمال المصريين إلى لعب دور أكبر في مجلس الأعمال الإفريقي وتعزيز التداول في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.
وفي سياق متصل، أشار البرت موشانجا إلى منصة التبادل التجاري الإفريقي (ATEX) التي تم إطلاقها مؤخراً لتكون بمثابة منصة للتجارة الإلكترونية وسوق رقمي لاستكشاف الفرص التجارية بين الدول الإفريقية، كما أكد على أهمية توسيع المشاركة الفعالة لمصر في معرض التجارة البينية في إفريقيا.
من جانب آخر، أشار البرت موشانجا إلى الجهود التي تتم من أجل التوصل لسبل تحقيق الاكتفاء الذاتي في إفريقيا، ووضع معايير ومواصفات موحدة للمنتجات الإفريقية لتعزيز مكانتها في السوق الإفريقي، وتأهيلها للمنافسة في الأسواق العالمية.
وأكد الحضور أهمية الاستفادة من الفرص المتاحة في ظل الأزمة الروسية – الأوكرانية لتعزيز الاعتمادية الإقليمية، ووضع برامج فورية تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والسلع الأساسية
وتضم النسخة السادسة من مؤتمرات “مصر تستطيع” نخبة متميزة من خبرائنا بالخارج المختصين في مجال الصناعة في عدد من التخصصات الصناعية المهمة، للخروج بأفضل توصيات، للمشاركة في تنفيذ رؤى الدولة المصرية ودعم استراتيجيتها في مجال توطين الصناعة.
جلسات مؤتمر مصر تستطيع
ويتضمن المؤتمر 12 جلسة، ويناقش عدة محاور حلو الصناعة، وتتضمن الجلسة الافتتاحية استعراض ومناقشة الاستثمار الصناعي وآلية دعم وتطوير المجتمعات الصناعية في مصر لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال ربط سوق المال بالاستثمار الصناعي، وإيجاد آليات لتحفيز الاستثمار بسوق المال وربطها بالاستثمار وتمويل الصناعة.
وتناقش الجلسة الثانية الصناعة الخضراء، في ضوء استعداد مصر لاستضافة الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر المناخ COP27، وتناقش الجلسة الثالثة مستقبل الصناعة بين مصر وأفريقيا التحديات والفرص، واستعراض سبل تعزيز الاستثمار الصناعي بين مصر والدول الإفريقية، بما يحقق تبادل المنفعة ويعظم المصلحة المشتركة مع كافة دول القارة، في ظل الاهتمام الكبير من القيادة السياسة بالتحرك نحو قارتنا الإفريقية.
وستتعرض الجلسة الرابعة للذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الرقمنة والبرمجيات، وتناول سبل تعميق المكون المحلى في الصناعات التكنولوجية، فيما تناقش الجلسة الخامسة صناعات المستقبل ومن بينها التطور في صناعة المنسوجات باستخدام الهيدروجين المسال وكذلك المدن الصناعية الذكية لتحقيق التنمية المستدامة، كما تتناول الجلسة السادسة صناعة المركبات ووسائل النقل الصديقة للبيئة، ودعم إنتاج الهيدروجين المسال عالي الجودة بمصر.
وخصصت الجلسة السابعة لمناقشة الصناعات الطبية بما فيها من الصناعات الدوائية والاجهزة الطبية، ومناقشة سبل توفير المواد الخام للأدوية من خلال التوسع في زراعة النباتات الطبية باستخدام الأساليب الحديثة، كما تناقش الجلسة الثامنة من المؤتمر الصناعات الغذائية، واستعراض رؤية خبرائنا بالخارج في نقل التقنيات الحديثة في قطاع الصناعات الغذائية.