“رأس نفرتيتي”من مصر إلى برلين خرجت ولم تعد
في عام 1912 تمكن عالم الآثار الألماني “بوشارت” من تهريب الرأس خارج مصر لتقع بعد سنوات في يدي “هتلر” الذي قرر
الاحتفاظ بها، وبالرغم من تعاقب الحروب والنزاع مع تقسيم ألمانيا ظلت الرأس هناك لمدة 103 عام حتى الآن وتعرض حالياً
في متحف برلين الجديد في غرفة زجاجية تجتذب الكثير من السائحين سنويا.
بينما في آخر ندوة لـ الدكتورة “مونيكا حنا” باحثة الآثار في مدينة ملوي تظهر مكان اكتشاف رأس نفرتيتي
وآثار تل العمارنة لتبرز كيف تمكن الاستعمار لسنوات طويلة في تهريب الآثار المصرية بانتظام خارج مصر وكيف حوصر علم المصريات لسنوات في الكتب باللغات الأجنبية واقتصر على الأكاديميين.
في مشروعها للتوعية والتنمية تحاول “حنا” الوقوف على الأسباب التي جعلت المستعمر يقنع المصريين بأن عرض
آثاره المصرية بالغرب أفضل ويتم الاعتناء بها على نحو أفضل “لما زرت برلين 2007 أول حاجة عملتها خدت تاكسي
أروح أزور نفرتيتي علشان أشوفها، كانت أول سنة في الدكتوراه وفكرتي اتغيرت تماماً واقتنعت بأد إيه إن المتاحف
الأوروبية دي هيئة استعمارية مازالت موجودة علشان تحجز عننا تراثنا”.
“رأس نفرتيتي”من مصر إلى برلين خرجت ولم تعد
كما في عام 1912 تمكن عالم الآثار الألماني “بوشارت” من تهريب الرأس خارج مصر لتقع بعد سنوات في يدي “هتلر”
الذي قرر الاحتفاظ بها، وبالرغم من تعاقب الحروب والنزاع مع تقسيم ألمانيا ظلت الرأس هناك لمدة 103 عام حتى الآن
وتعرض حالياً في متحف برلين الجديد في غرفة زجاجية تجتذب الكثير من السائحين سنويا.
بينما حكاية استعادة رأس نفرتيتي طويلة “المشكلة إن مصر مطالبتش بعودة الرأس بشكل رسمي عشان كدة وصلنا للوضع ده
” كما تقول “حنا”، مؤكدة أن ثمة مفاوضات حدثت بعد الحرب العالمية الثانية مع دول الحلفاء لكن توقفت عام 1952 وإلى الآن،
كما أن الجهود المبذولة في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كانت ضئيلة وغير كافية.
الخلافات على أصول نفرتيتي
ترى “حنا” أنه كان يجب على الحكومات المصرية التصرف لسنوات طويلة لاسترجاعها مع باقي الآثار المنهوبة مثل حجر رشيد
والزودياك الخاص بمعبد دندرة الذي تم تفجير المعبد لانتزاعه.
وبخصوص الخلافات على أصول نفرتيتي تتفق “حنا” مع الرأي العلمي الذي يقول إنهم لم يتمكنوا من معرفة أصولها
لكنها كانت مصرية عاشت في القصر وتزوجت الملك وصارت ملكة مصرية “كل اللي عايز يعمل علاقة بينه وبين الحضارة المصرية
يقول، هتلر نفسه كان بيقول ان أصولها آرية، لكن هي مصرية خرجت من أرض مصر وحق لينا كلنا كمصريين”.
بينما عقب تخلي ألمانيا عن إرثها النازي ترى “حنا” أنه كان يجب على الحكومة الألمانية التخلي عن رأس نفرتيتي باعتباره
أحد علامات الإرث النازي لكنها تمسكت بالرأس حتى الآن، كما ترى “حنا” أنه كان يجب أن تسترجع مصر كل مجموعة تل العمارنة
بسبب سرقة “بوشارت” وإخلاله بالعقد بينه وبين الحكومة المصرية، وتشبه “حنا” تلك الجريمة مثل سرقة حجر رشيد
كما تشرح لطلابها بأن الأمر مثل قاطع طريق سرق حرامي، حيث أخذت انجلترا من فرنسا حجر رشيد الذي سرقته فرنسا من مصر.
“القطع دي وغيرها مهمة للتكوين الثقافي المصري، وعلشان كدة من ملوي مسقط رأس نفرتيتي عملت محاضرة وفي الطريق
لعمل حملة شعبية لجمع التوقيعات للمطالبة باسترداد الرأس”.. لا تريد “حنا” لحملتها ان تكون أكاديمية فقط وتضم المختصين
لكنها تريد أن تكون شعبية مصرية فالرأس من حق كل مصري أن يقطع تذكرة متحف ليراها لا أن يقوم بعمل تأشيرة
ويسافر بالطائرة ليرى أثر مصري، حسب تعبيرها.
فيما تتمنى أن تعود رأس الملكة إلى ملوي مستقرها الأول “ولأنه فكرة تجميع الآثار في العاصمة دي فكرة خاطئة لازم نغيرها”.