البابا تواضروس: بدء إعادة إعمار كنيسة أبي سيفين بتكليف من الرئيس
خلال مداخلة هاتفية أجرتها الإعلامية إنجي أنور عبر برنامج “مساء dmc” على قناة dmc، مع البابا تواضروس الثاني،
بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
قال البابا : “بعد ساعات قليلة من وقوع الحادث، اتصل بي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بتكليف
من الرئيس، وأخبرني بأنهم سيتوجهون إلى الكنيسة للبدء في إعادة ترميمها، وهي مشاعر طيبة للغاية، وسرعة استجابة
نشكر الرئيس والهيئة الهندسية عليها، وطلبت الانتظار عقب انتهاء الجنازة، وبدأوا العمل ومازالوا مستمرين في عملهم”.
بينما وَجَّه البابا تواضروس، رسالة تعزية لكل المتألمين من جراء حادث حريق كنيسة أبي سيفين بإمبابة، مؤكدًا
“أننا كبشر أمام قضية الموت نصمت جميعًا، وأن ما حدث هو قضاء وقدر، حدث بسماح من الله، ونحن نؤمن
أن الله ضابط الكل، وأن الضحايا والمصابين ونحن جميعًا في يد الله، فهو مانح الحياة وهو من يسمح بأن تنتهي”.
كما أضاف أن “الحادث لا شك مؤلم ومفجع، ولكن يجب ألا نفقد إيماننا، وألمح أن من انتقلوا، انتقلوا
وهم يصلون، وفي فترة صوم السيدة العذراء”.
بينما أشار إلى أنه كلّف وفدًا كنسيًا بزيارة المصابين، نقل إليهم رسالة محبة منه وتمنياته لهم بالشفاء، وكذلك زار
الوفد الشاب محمد يحيى الذي أصيب أثناء محاولته إنقاذ الضحايا.
بينما عن تعامل الدولة مع الحادث، أشاد البابا باهتمام كل أجهزة الدولة بالحادث بدءًا من الرئيس عبدالفتاح
السيسي، الذي بادر بإجراء اتصال هاتفي للتعزية فور وقوع الحادث، وكذلك العديد من كبار المسؤولين في الدولة.
وعما أشيع بأنه حدث تأخر من قوات الحماية المدنية، نوه بأن المكان صغير (مساحته 120 مترا فقط)، والكثافة
القبطية في المنطقة كبيرة، وهي نقطة جوهرية في الموضوع، والشوارع ضيقة ومزدحمة، وعلق البابا مستخدمًا
المثل العامي المعروف “اللي إيده في المياه مش زي اللي إيده في النار”، وشدد على أن الجميع قاموا بواجبهم على أكمل وجه.
ظروف الكنائس ذات المساحات الصغيرة
كما شرح ظروف الكنائس ذات المساحات الصغيرة، مشيرًا إلى أنه في فترة ما منذ أكثر من 10 سنوات كانت
عملية إنشاء كنيسة عملية مرهقة جدًّا، وكانت هناك جهات عديدة تقف ضد هذا الأمر، وهو ما أدى إلى بناء كنائس
صغيرة لا تفي باحتياجات المسيحيين، ولكن في عام 2016 صدر قانون بناء الكنائس؛ مما جعل أمور بناء الكنائس يسير في مساره الصحيح.
كما طالب البابا، الأجهزة المسؤولة، بانتقال الكنيسة إلى مكان أوسع، في ظل الكثافة العالية للمسيحيين في
المنطقة، أو توسيع المكان الحالي، وقدم الشكر لكل جيران الكنيسة الذين ساهموا مع كل الأجهزة المعنية في التعامل مع الموقف.
بينما عما يطلقه البعض من شائعات ومعلومات مغلوطة، أشار البابا إلى أن مثل هذه الأمور التي يثيرها البعض
على صفحات السوشيال ميديا وبعض القنوات دون دراية أو إلمام بحقائق الوضع، “لا تليق بحرمة الموت”،
مشددًا على أن “المفترض أننا كبشر علينا واجب تضميد الجراح بالكلمات والأفعال الطيبة، وليس العكس”.
كما لفت إلى أن هناك من يثيرون أمورًا شريرة فيها إشاعات وضلالات وأكاذيب تحمل شكلا من أشكال
الشماتة وتوجيه التقصير والاتهام للناس، وهي نحن ككنيسة لا نقبلها على الإطلاق، مؤكدا أن هذا الأمر بكل أسف يحدث أزمة ثقة.
كما أوضح أن “هناك حادث وقع، وهو أمر وارد حدوثه في أي مكان، وكل الأجهزة تكاتفت من أجل إزالة آثار
الحادث ومساعدة الناس وحمايتهم”، ووجه نداء إلى الجميع بعدم الالتفات إلى مثل هذه الشائعات المغرضة.