تنتشر ثقافات العالم اليوم من تقديم المسلسلات التليفزيونية والأفلام التي تؤثر على المجتمع و بخاصة الشباب . فالمسلسلات التركية , انتشرت بشكل واسع و أثرت على المجتمع المصري و على ثقافته حتى أن البعض وصفها بالحمى التي تنتاب القنوات الفضائية.
المسلسلات التركية لها قبولا و شغفا في مجتمعاتنا العربية و بخاصة الشباب و المراهقين و من ربات البيوت اللاتي يقضين الساعات لمشاهدة هذه المسلسلات. فالمسلسلات التركية أثرت بشكل واضح على قيم و تقاليد الشعوب العربية و المصرية , فمثلا من ضمن ما تعرضه هذه المسلسلات العلاقات المحرمة بين الشباب و الأنجاب قبل الزواج و الاستقلال بعيدا عن الوالدين و هذا يتعارض مع قيمنا و ثقافتنا العربية .
أن سبب هذا الغزو الغير طبيعي للمسلسلات التركية ,أن تلك المسلسلات تقدم جانبا هاما و هو غالبا نفتقده في الدراما المصرية و هو الجانب الرومانسي و العاطفي الذي ينجذب له الشباب و المراهقين للإشباع عاطفتهم التي قد يفتقدها البعض في المجتمع العربي و ايضا تقوم هذه المسلسلات بعرض مشاهد كثيرة مخلة بالآداب و الدين و عدم طاعة الوالدين و الاستخفاف بهم .واشياء أخرى قد تؤدي بالمجتمع العربي الى كوارث أخلاقية كبيرة . فمن واجب الحكومات انتاج برامج لتوعية المشاهدين حول الأثار السلبية المحتملة , و فرض القيود على عرض تلك المسلسلات لمنع سيطرتها على الشاشات المحلة.
و بالرغم من وجود سلبيات الا انه يوجد ايضا ايجابيات لتلك المسلسلات و التي قد تظهر في المسلسلات التركية التاريخية مثل مسلسل حريم السلطان الذي عرفنا من خلاله معلومات تاريخية قدمت بطريقة مبسطة , من خلال عرضه و هذه المعلومات صحيحة تاريخيا , و غيرها مسلسلات كثيرة .
ايضا من ضمن الإيجابيات التي تقدمها تلك المسلسلات , الطبيعة الخلابة و المنازل النظيفة و الجذابة بسبب ديكوراتها الرائعة و كذلك القصور التاريخية التي أصبحت مزارات سياحية بعد ظهورها في هذه المسلسلات . و لا ننسى ايضا الدراما المصرية التي بدورها تمس و تطرح الطابع الشرقي و لكنها تفتقر الى الإنتاج في عرض الديكورات و المناظر الطبيعية التي لا يحسن اختيارها و لكنها تقدم محتوى مناسب للبيوت المصرية من خلال عرض المشكلات التي تواجهنا و كيفية حلها و كيفية التعايش و التعامل معها.
جانيت فوزي