مقاهى القاهرة ايام زمان تحمل عبق الزمان
ألماني هو من قام بتأسيس مقهى ريش عام 1908 وعلى أنقاض قصر من قصور محمد على باشا .. ثم باعه عام 1914 إلى هنرى بيير أحد الرعايا الفرنسيين والذى أعطى له اسم “ريش” ليتشابه بهذا الإسم مع أشهر مقاهى باريس ..
– وقبيل إنتهاء الحرب العالمية الأولى إشتراه تاجر يونانى مشهور من صاحبه الفرنسى وقام بتوسعته وأحسن بنائه ..
– والمقهى مملوك للراحل مجدى
ميخائيل .. وهو أول مالك مصرى له ..
يوسف ادريس
– وهذا كان مقهى ريش من أبرز مقاهى القاهرة حيث كان الملتقى للأدباء والمثقفين والمشاهير ومن أمثال نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وأمل دنقل، ويحيى الطاهر عبد الله، وصلاح جاهين، وثروت أباظة، ونجيب سرور، وكمال الملاخ، والمثال كامل جاويش و الرسام أحمد طوغان وأخرين ..
– وكانت مقاهى القاهرة خاصة مقهى ريش دورا كبيرا في ثورة 1919.. بل يرى كثيرون أن صاحب المقهى في هذا الوقت كان عضوا فى أحد أهم التنظيمات السرية، حيث وجدت وبعد أكثر من 80 عاماً من ثورة 1919 آلة لطبع المنشورات وذلك عقب شرخ ظهر فى أحد جدران المقهى عقب زلزال 1992..
– وتم إكتشاف سردابا سريا وبه منشورات وآلات طباعه يدويه أثناء عمليات الترميم ..
– ويذكر أن صاحب المقهى تقدم آن ذاك بطلب بتصريح لحفلات موسيقيه كلاسكيه ولكن الإنجليز رفضوا ومتحججين ومتعللين بأن الأوركسترا سوف تقلق السكان فما كان إلا أن جمع صاحب المقهى توقيعات السكان وتم الرفض !
– وإضطر صاحب المقهى وضع السلطات أمام الأمر الواقع وتعالت أصوات الأوركسترا التى كانت تغطى على أصوات آلات الطباعه السريه !
– وفى عام 1972 إنطلقت منه ثورة الأدباء، إحتجاجاً على اغتيال الروائي الفلسطيني غسان كنعانى ..
– كما شهد فى ديسمبر عام 1919 محاولة اغتيال رئيس الوزراء وقتها يوسف باشا وهبة .. ومقهى ريش يطل على ميدان طلعت باشا حرب وأمام جروبى بوسط القاهره الخديويه ..
– وعندما تدلف الى مقهى ريش تشعر وكأنك داخل مقهى عتيق من مقاهى أوربا .. وحتى رواده يتسمون بالهدوء والوقار ..
– فعلا كل مكان ينضح بما فيه ورحم الله مجدى ميخائيل مالك مقهى ريش الذى رحل عن الدنيا ..
-مقاهى القاهره لها تاريخ وكان الجلوس عليها مفخره لإرتياد المشاهير فمثلا كان بالقرب من مقهى ريش مقهى إيزافيتش وكان يملكها ويديرها وافد لمصر كان يوغسلافيا وكانت الملتقى لأهل اليسار والشيوعيين ! وتقابلها من ناحيه ميدان التحرير قهوه على بابا وكان أديب نوبل نجيب محفوظ يركن اليها ويستقبل الأصدقاء والأحباب بها بعد أن يأتى إليها مترجلا قاطعا المسافه مشيا على الأقدام صباحا من منزله المطل على النيل بالعجوزه الى أن يصل إليها..وهناك حدوته تتعلق بالمقهى وبطلها نجيب محفوظ فقد روى لى الحبيب أستاذ التاريخ الحديث الدكتور عاصم الدسوقى بأن نجيب محفوظ إنتقل الى قهوه على بابا بعد أن أصبح مقهى ريش يغلق يوم الجمعه وكان نجيب يأتى مساء كل جمعه للمقهى ..
– والدكتور الدسوقى من أحد روادها وكثيرا ما إستمع لنوادر نجيب محفوظ السياسيه والى وأن ذهب فى أحد أمسيات يوم الجمعه كالعاده فوجئ بأن مقهى ريش مغلقا وكان هذا فى أواخر السبعينيات ! ولما تساءل الدكتور الدسوقى عن سبب الغلق قيل له أن المقهى فى أجازه !
– فإندهش حتى علم فيما بعد من صاحبه أن الأمن أجبر صاحب ريش بأن يغلقه يوم الجمعه منعا لتواجد نجيب محفوظ .. ومن هنا قرر أن تكون جلسته داخل مقهى على بابا المطل على ميدان التحرير ..
– وللأسف لاتوجد إيزافتش الآن وحل محلها مطعم كانتاكى وتلاشت على بابا وأصبحت مقرا لشركه سياحيه
قهوة الفيشاوى
– وعموما من أبرز مقاهى القاهرة قهوه عبد الله بميدان الجيزه التى هدمت فى الستينيات وموقعها الآن محلات أوركو وبالطبع مقهى الفيشاوى بخان الخليلى ومنطقه سيدنا الحسين والذى مازال يعج برواده وطوال ٢٤ ساعه ..
نجيب محفوظ
– وحتى مقهى فينيكس بشارع عماد الدين وكانت المكان المفضل للرائع الراحل الكوميدى الساخر نجيب الريحانى وصديقه المبدع بديع خيرى واللذان أبدعا تمثيلا وتأليفا وهناك بالطبع مقهى قشتمر بالعباسيه وهى من كانت المفضله لأديبنا الراحل نجيب محفوظ ووقت أن كان يقطن بالعباسيه وعلى بعد منها أيضا مقهى الكوارعى والمعروفه بالظاهر والشهيره بتقديم دخان التمباك كمقهى عماره ستراند بباب اللوق ..
– وحتى الخرس كانت لهم مقهى وتوجد على بعد خطوات من سينما كايرو وخلف شارع الألفى بوسط القاهره .. والآن لا يجلس عليها الخرس ولكن من يصيحون ويتكلمون ! وكنت تشعر أثناء جلوسك بها بالسعاده فتسعد فعلا برؤيه الخرس الصامتون وهم يتكلمون ولكن بلغه الإشاره !
– الله يرحم زمان وليال زمان .. وكان ياما كان ويحلى الحكى والكلام ..
مقهى ام كلثوم
– وأيضا مقهى أم كلثوم بشارع عرابى ولا تذاع به إلا أغان أم كلثوم فقط ومنذ اكثر من ٧٠ عاما ومازال نغمها وصوتها يصدح فى أرجاء المقهى ذات الدورين والقابعه بقلب القاهره وعلى بعد أمتار قليله من محل التابعى الدمياطى الشهير ببيع الفول والطعميه والذى تبدل حاله من سنين وأصبح محل سياحى ..
– وأول مره أتناول فيه وجبه الفول والطعميه والسلطات كنت بصحبه والدى عام ١٩٦٨ وكانت الوجبه تقدم فى صينيه مقسمه للفول والطعميه وسلطه الطحينه والسلطه الخضراء والطرشى كمان وسعرها كام بئه ؟ عشره قروش حته واحده ! ولو طلبت هذه الوجبه فى الوقت الحالى ستدفع على الأقل ٨٠ جنيه أى والله العظيم وجرب ..
– المهم كانت المقاهى ذات قيمه ويرتادها الكبار والساسه ومن ينسى أو يتناسى مقهى تتانيا وكانت فى البواكى المحاطه بدار الأوبرا القديمه التى إحترقت فى بدايات السبعينيات فى عهد الرئيس السادات وحل مكانها مبنى جراج الأوبرا القبيح الشكل والتصميم وهذا المقهى تت كان يرتاده الساسه ومنهم جمال الدين الأفغانى وسعد باشا زغلول والأدباء والمفكرين والمشاهير فى الزمن الجميل ..
– كانت الحياه حلوه وبسيطه ..
حمدى حمادة