• 7 نوفمبر، 2024

رئيس التحرير

ناجي وليم

يوسف جميل يكتب أتريد أن تبرأ ؟!

يوسف جميل يكتب «أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟»

سؤال فتح باب الأمل لمريض بركة بيت حسدا الذى له ثمان وثلاثين سنة يجلس بجوار البركة منتظر الشفاء ومنتظر من يرق لحاله ويلقيه فى البركة يو 5: 1-9
لقد أصبح معروف للكثيرين وكلما تذكروا المكان تذكروه وربما تأسفوا لحاله وتعاطفوا معه ولكن هذا التعاطف لم يفيده بشئ فظل على حاله.

المعاناة الحقيقية
لم يبادر أحد بمد يد المساعدة والمكوث معه بعض  الوقت فكل آماله أن يأتى الملاك ليحرك الماء  فيلقيه أحد أولاً لينال الشفاء.قد يكون لديك توقعات فيخذلك الآخرون
ونحن أيضاً كثيراً ما نتعاطف مع الآخرين وتتأثر مشاعرنا بما يعانوه ونظن أنفسنا صالحين ولكن إن لم نمد يد المساعدة سنتسبب بكل أسف بزيادة المعاناة لهؤلاء الأشخاص لأننا لم نفدهم فى شئ وظل حالهم كما هو بل أستطيع أن أقول أننا بهذا نفعل خطية
“فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ.” (يع 4: 17).

شدة الالم
كم تألم هذا المقعد وهو يرى مرضى آخرين أتوا بعده ونزلوا قبله ربما معهم من يساعدهم أو ربما أمراضهم أخف وطأة من مرضه . لقد أزداد ألمه حين أدرك أنه وحيد فقد أخبر المسيح بكل أسى «يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ. بَلْ بَيْنَمَا أَنَا آتٍ، يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ».يو 5: 7 فالكل تركه على هذا الحال فأحياناً ينفض الكثيرين من حولنا إن تبدلت أحوالنا فكم من تخيلات دارت فى رأس هذا المريض
فمرة يتخيل نفسه يسبح فى البركة وقد نال الشفاء فيركض مسرعآٓ صوب بيته فربما سال لعابه لوجبة شهية فشوقه للعودة إلى دياره ليكون مع أحبائه يزداد..فهناك ينتظرونه بالموسيقى ورنة الأعواد..وفجأة تجتاحه مشاعر الحزن لتمزق قلبه المتألم فهل سيجدهم أحياء إن عاد ..أم سيجدهم رحلوا فيزداد البعاد..ويكتسى بالحزن من جديد ويخيم عليه السواد

واقع أشد آلما
فيعود من تخيلاته إلى واقعه الأشد ألمآٓ وإلى وحدته القاتلة بالرغم من وجوده وسط الزحام ..وفجأة يرى أقدام تقترب منه وصوت حنون يسأله :«أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟»يو5: 6
أخيراً وجد من يقترب منه ولا يبالى بثيابه الرثة ويتحدث معه دون أن يمسك أنفه ليمنع الروائح الغير مستحبة من الدخول إليها أخيراً وجد من يتبادل معه الحديث بحب ويهتم به ويمنحه الشفاء
قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «قُمِ. احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ» فَحَالًا بَرِئَ الإِنْسَانُ وَحَمَلَ سَرِيرَهُ وَمَشَى. وَكَانَ فِي ذلِكَ يوم سبت.يو5: 8-9
لقد نال الشفاء فى نفس اللحظة بل أعطاه يسوع قدرة وقوة على حمل سريره والسير به يا لها من معجزة
كثيرا ما نفقد الأمل فى أمور أنتظرناها طويلآٓ وأشياء تمنيناها وكلما طال الوقت يئسنا وفقدنا الأمل ولكن إله المفاجآت السارة لا ينسى ولن نتوه منه وسط زحام العالم
هذَا رَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعًا، وَعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَانًا كَثِيرًا يو5:6
فأينما كنت هو يرانى ..وإن طال الزمان لا ينسانى..فأخبرته حينما أتانى:

وقت حزين
وقت طويل مر وأنا أجلس هناك..بجوار البركة حتى يأتى الملاك ..وكلما يأتى تزيد حسرتى..فليس من يعيننى ولا حتى هذا الملاك ..يارب ..نفسى حزينة وقلبى يائس ..يارب ليس لى سواك..عرفت الآن أنك ترثى لحالى وتمد لى يداك..فلن أطلب يوماً غيرك أو أنتظر آخر يأتى من علاك ..فأنت أقرب من الجميع ..أقرب من هذا وذاك ..فحالى لن يتبدل إلا حينما أراك .
*يوسف جميل*

المقال السابق

” ميسى” يتفوق على ” الدون” فى أول لقاء يجمع بينهما بعد كأس العالم …

المقال التالي

مواجهات نارية …. تاريخ مواجهات القمه بين الأهلي والزمالك

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *