• 23 نوفمبر، 2024

رئيس التحرير

ناجي وليم

نحن علماء المصريات نتحدث اليكم

نحن علماء المصريات نتحدث إليكم «١»

مقال المصري اليوم ١٨ فبراير ٢٠٢٣

أنا جان فرانسوا شامبليون، وُلدت ١٧٩٠م وغادرت عالمكم ١٨٣٢ عن عمر ٤٢ سنة وأنا فى عنفوان شبابى!. كانت بحوثى كلما ازدادت ضخامة ازددت أنا نحافة!، حتى تُوفيت من الإرهاق والعمل المتواصل.

كانت هناك محاولات لفك رموز اللغة المصرية القديمة، ولكنها لم تنجح مثل ابن وحشية، توماس يونج، يوحنا الشفتشى، والذى ساعدنى حقًّا هو إتقانى اللغة القبطية، التى هى لغتكم المصرية القديمة فى آخر مراحلها المكتوبة بحروف يونانية وسبعة حروف هيروغليفية.

كما ساعدنى حجر رشيد وعثورى على نقش من جزيرة فيلة يحتوى على اسمى بطليموس وكليوباترا.

أعلنت عن اكتشافى ١٨٢٠م، فكانت ثورة علمية عالمية، عُينت بمتحف اللوفر ١٨٢٦ أمينًا للآثار، جئت إلى مصر ١٨٢٨، وأطلقت مصطلح Egyptology، أى علم المصريات، على اسم مصر، أقمت عندكم حتى ١٨٣٠.

وضعت أربعة مؤلفات، أهمها: آثار مصر والنوبة، وعدت إلى فرنسا، وعُينت أستاذًا للتاريخ فى أهم جامعاتها Colleg De France، ولم أهنأ طويلًا بهذا المنصب الرفيع، فتُوفيت ١٨٣٢.

اطلبوا من المسؤولين فى مصر أن يطلبوا رسميًّا إخفاء تمثال العار، الذى صورنى فيه المثال بارتولدى واضعًا قدمى على رأس أحد ملوك مصر، وأنا القائل: يتداعى الخيال، ويسقط بلا حراك تحت أقدام الحضارة المصرية القديمة.

يكرَّمنى العالم كله إلا أنتم، مسحتم اسمى من أهم شوارع الإسكندرية، كما مسحتم اسمى من أحد شوارع مصر الجديدة، وكتبتم الاسم الجديد: شارع البحرين.. شامبليون سابقًا!، وصوت أبى العلاء يأتينى من وراء ألف عام:

بنو الفضل فى أوطانهم غرباء

تشذ وتنأى عنهم القرباء

دعونى أقل لكم: علماء المصريات فى مصر غرباء/ تشذ وتنأى عنهم القرباء.

أنا فرنسى وعروقى تجرى فيها دماء مصرية، وأنتم المصريون معظمكم باسبورتات مصرية وعروق تجرى فيها مياه لا دماء.

أين أنتم من حمية أمير الشعراء حين هاجم روزفلت بضراوة لأنه أهان الحضارة المصرية، فقال له:

اخلع النعل واخفض الطرف واخشع

لا تحاول من آية الدهر غضًّا

شابَ من حولها الزمان وشابت

وشباب الفنون مازال غضًّا

أنا المحتفى بتاريخ مصر مَن

يَصُنْ مجد قومه صان عِرضًا

لولاى لما عرفتم أن أجدادكم هم أول مَن عبد الإله الواحد منذ الأسرة الأولى، كما كانوا يصومون ويحجون ويزكون، لولاى لما عرفتم أنهم علموا البشرية المعمار الشاهق، والفلك العجيب، والعلوم جميعًا، خاصة الطب.

مشت بمنارهم فى الأرض روما/ ومن أنوارهم قبست أثينا

تعالى الله كأن السحر فيهم! أليسوا للحجارة مُنطِقينا!

د. وسيم السيسى

المقال السابق

كلاكيت تالت مره … الزمالك يفشل في الفوز في أول جولتين …

المقال التالي

أضيئوا بالحب قلوبكم

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *