• 22 ديسمبر، 2024

رئيس التحرير

ناجي وليم

ذوي الهمم إعاقة أم قوة إرادة …. الحياة تحلو لمن يريد 

ذوي الهمم إعاقة أم قوة إرادة …. الحياة تحلو لمن يريد

ذوي الهمم هو لقب يطلق على الأقوياء الذين ساهموا في تغيير المجتمع بأكمله، وقد عرف القانون رقم (10) لسنة 2018 الشخص ذا الإعاقة في مادته الثانية بأنه: “كل شخص لديه قصور أو خلل كلي أو جزئي، سواء كان بدنيًا أو ذهنيًا أو عقليًا، أو حسيًا، إذا كان هذا الخلل أو القصور مستقرًا، مما يمنعه لدى التعامل مع مختلف العوائق من المشاركة بصورة كاملة وفعالة مع المجتمع وعلى قدم المساواة مع الآخرين

تخيل معي صدمة ام بعد ولادة طفل من ذوي الهمم في بعض الأحيان لا تتقبل الام ذلك ، علي عكس ذلك ينجحن أخريات في إعادة تنظيم حياتهن لمواجهة ذلك بعزيمة من أجل تحسين حياة ابنائهم من ذوي الهمم

ولا نجد ما يفي هؤلاء الأمهات حقهن مهما تحدثنا عنهن وعن ما يواجهونه فقد أخذنا علي عاتقهن مسئولية تقبل هذا الواقع بالإضافة إلي دورهن مسئولية تحسين جودة حياة أطفالهن من ذوي الهمم.

تقول الاستشارية ” رولا خلف ” « إن حدة الضغوطات تزداد عادة في الأسر التي تعاني من طفل من ذوي الهمم . تزداد هذة الضغوطات علي الام بشكل أكبر فالمشكلات النفسية والشعور بالقلق والإحباط تتصدر المرتبة الأولي عند الأم لوجود طفل يعاني من إعاقة عقلية أو جسدية أو بصرية أو سمعية مع وجود إخوة آخرين في نفس العائلة »

خوف الام نفسها علي الطفل يجعل الأسرة في حالة من الانطواء والعزلة الاجتماعية . فقد تواجه أيضا الأسرة تحديا في التكاليف المادية الباهظة بسبب الظروف الصحية لهم فقد يحتاجون الي مراكز متخصصة وعرضه علي أطباء متخصصين ويؤثر ذلك بالسلب علي دخل الأسرة المادي .

الام التي تتحمل مسئولية طفل ذوي الهمم تصاب بالاكتئاب والتوتر وهذة المشاعر تؤثر علي اتزاتها العاطفي ، وشعورها دوما بأن الناس تنظر لها نظرة شفقة ودونية ووجود طفل في الأسرة من ذوي الهمم يؤثر علي طبيعية العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة والاخرين .

منذ وقت طويل لم يكن هناك وعي كافٍ عن كيفية التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا زالت المعاناة مستمرة للكثير من الأهالي لقلة تسليط الضوء على الصعوبات التي تواجههم .

د. بسمة سليم، خبيرة التنمية البشرية قائلة: إذا نظرت أم الطفل ذوي الهمم للإنجازات التى حققها بعض ذوي الهمم ستتمكن من تخطى مرحلة الصدمة لذلك لابد من تبادل الخبرة مع الناجحين من ذوى الهمم ، ولابد أن تعلم أن تقبلها للإعاقة سيمنحها القدرة على الاهتمام بطفلها، كما يجب أن تتجه للقراءة والإطلاع لتدرك أن إهمال الطفل قد يتسبب فى تدهور حالته.

لذا وجب تعزيز التواصل بين الأسرة والمؤسسات التربوية ، والإنصات لاولياء الأمور وتقدير أفكارهم ومشاعرهم وتعزيز الشراكة بين الأسر والاخصائين والمؤسسات المعنية والاهتمام أيضا بمعلومات أفراد الأسرة والحرص علي تزايد هذة المعلومات، ودعم الأسرة من أجل تجاوز الأزمة وحمايتهم من الضغوط النفسية ؛ وإعادة البناء المعرفي لأفكار ومعتقدات الأسرة وتغير الاتجاهات الاجتماعية نحوها. التوعية بضرورة مشاركة الوالدين ودمجهم في تنشئة وتربية اطفال ذوي الهمم ركن أساسي في التربية .

ونحن بصدد نموذج مثالي من الأمهات وهي “لمى جمجوم بركات: ” علمتني رحلتي مع ابني من ذوي الاحتياجات الخاصة أنه ليس هنالك خلطات سحرية! الصبر، الرضا والتقبل هم العلاج لي ولطفلي… رحلتي مع ابني وضعتني تحت العدسة المكبرة، التعرض لإطلاق الأحكام والاستغلال بسبب لجوئنا لتجارب عديدة للعلاج، لذلك كانت القوة خياري الوحيد حتى أكون المدافع الأول والأخير عن حقوق طفلي حتى يرتاح ويعيش في جو من الحب والاحترام. بالنسبة إليّ ومن تجربتي، مررت بأيام ملؤها الإحباط، وكأن الطريق مسدود، ولكن – سبحان الله – كانت تتيسر أمورنا وأبدأ اليوم التالي من جديد وبكل نشاط وكأن الإنسان يشعر أنه يريد تحدي كل الضغوطات فكلما كانت تزداد شدة كلما أردت العمل بجد أكبر. المحفز الرئيسي هو ابني وخاصة عندما أرى تقدمه وتطوره ولو بمقدار بسيط. ساعدنا الكثير من الناس والأخصائيين. كان من المهم أن أتقبل المدخلات بصدر رحب. فهذا ما تعلمته من ابني، التوكل على الله والعمل الجاد وتقبل الآخرين. كما أن تبادل الخبرات بين الأمهات كان ولا يزال مصدر دعم وإلهام لي ولم أعد أشعر أنني لوحدي في هذا العالم.”

المقال السابق

قذافي …. سفاح ب١٠ شخصيات … القتل حاجة روتينية في حياته

المقال التالي

أهمية مشاركة مصر في مجموعة بريكس

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *