• 7 نوفمبر، 2024

رئيس التحرير

ناجي وليم

ياسر حسان يكتب عن مستقبل المنطقة العربية

 

ياسر حسان يكتب عن مستقبل المنطقة العربية


موضوع الممر الاقتصادي الذي طرحه محمد بن سلمان في قمة العشرين بحضور الرئيس السيسي ليس مفاجأة، وليس بالآمر الذي يمر مرور الكرام .. ما يجري حاليًا من السعودية هو محاولة لسطر واقع جديد في المنطقة مضمونه ان السعودية الان هي اللاعب الأكبر في الشرق الأوسط اقتصاديا وعسكريًا بل وفنيًا ورياضيًا .. وكل ما يحدث حولنا ونشاهده في السعودية هو عمل مدروس ومخطط له بدقة ومن مراكز ابحاث ودراسات عالمية ..

المعروف سياسيًا ان وزن اي دولة يعتمد على ثلاث قوى رئيسية ..

1- القوة العسكرية، والسعودية حاليًا ضمن أكبر عشر دول من حيث الإنفاق العسكري في العالم، وكانت تحتل لفترة طويلة المرتبة الأولي في نسبة الأنفاق العسكري الى اجمالي الناتج المحلي. صحيح ان هناك ميزة نسبية في كفاءة المقاتل المصري لكن هذا الأمر يعالج بالتدريب والتطور الحاصل في مستوي التعليم والتدريب في السعودية ..

2- القوة الاقتصادية، وهو أمر واضح وتمتلك فيه السعوديةميزة نسبية، حيث استفادت دول الخليج عمومًا والسعودية خصوصًا من حرب روسيا اوكرانيا ونمت موازنتها السنوية بشكل كبير، بل وتجاوز اجمالي الناتج المحلي لها تركيا وتخطى حاجز التريليون دولار امريكي لأول مرة ..

3- ويتبقي القوة الناعمة وهي ما تحاول السعودية العمل عليه حاليًا. فقد شكل الانفتاح الغير محدود واللا مفهوم داخل السعودية ورقة ضغط لكسب التأييد الدولي أولًا، وحسم الخلاف داخل الأسرة الحاكمة ثانيا .. القوة الناعمة كانت هي الورقة الأصعب على السعودية لكننا نفقدها للأسف حاليا .. فلم يكن ظهور تركي ال الشيخ داخل الأندية المصرية ومحاولة سيطرته على القرار داخلها صدفة، ومحاولات سيطرته على الفن والاعلام المصري حاليًا ليست صدفة ..

في الفن اصبحت الرياض وجهة كل فنان مصري. ويتسابق الفنانون والمطربون المصريون يتسابقون لارضاء السعودية في كل مناسبة، والانتاج الفني حاليا يعمل لإرضاء الذوق السعودي المشترى الأبرز لأعمالك الفنية .. واعتقد أن ام كلثوم لو كانت على قيد الحياة لغنت لتركي ال الشيخ .. الملايين تفعل الكثير، وهي كانت قد قلبت أغنية مدح للملك فاروق الى مدح عبد الناصر بعد 52 دون مقابل، فما بالك بملايين ال الشيخ ..

وفي الرياضة هم يخلقون دوري كرة قدم على مستوى عال، ليس بالضرورة أن ينافس الدوريات الاوروبية، لكنه بالتاكيد غطى على الدوري المصري الذي كان الأهم في المنطقة، لكنه فقد بريقه بعدم حضور الجماهير لأكثر من عشر سنوات ..

انا لا ألوم السعودية فهي لها كل الحق فيما تراه مناسبًا لنفسها .. لكننا اضاعنا فرصة كبيرة لريادة المنطقة كانت متاحة لنا .. ركزنا اهتمامنا على اشياء لم نستطع مجاراتهم فيها، مثل الطرق والأبراج وغيرها .. واهملنا نقطة قوتنا في الانسان المصري الذي خلق القوة الناعمة التي اقتحمت بها مصر عقل ووجدت كل عربي لعقود طويلة .. وقبل كل ذلك اهملنا الديموقراطية والحريات السياسية وهو الآمر الذي لم تكن لتجاربنا فيه السعودية بإي شكل .. فأصبحنا جمهورية ملكية، لا نملك أموال الممالك ولا ديموقراطية الجمهوريات ..

المقال السابق

زواج القاصرات ظاهرة عالمية … “أطفال في الكوشة

المقال التالي

أسعار الذهب تسجل استقرارا ملحوظا بعد عودة الصاغه للعمل اليوم

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *