• 22 ديسمبر، 2024

رئيس التحرير

ناجي وليم

إحدى أيقونات الأنوثة في السينما المصرية اعرف من هى ؟؟

إحدى أيقونات الأنوثة في السينما المصرية

ذات انوثة طاغيه فنانة متعددة المواهب، فهي راقصة ومطربة وممثلة ومنتجة لكنها لم تاخذ فرصتها من الشهرة

تعرضت للخطف من منزل والدها لتصبح راقصة للأثرياء..في 16 نوفمبر 1932 وفي منزل أحد أثرياء إسكندرية، ولدت الفنانة نعمت مختار

كانت الخلافات العائلية السبب الأساسي وراء احترافها الرقص ومن بعده التمثيل، لأن والدتها خطفتها من منزل والدها في إسكندرية بعد طلاقها منه، وهربت بها إلى المنصورة في البداية، قبل أن تتجه إلى بورسعيد، حيث عاشت نعمت ووالدتها في بيت الست نبوية سليم التي كانت تمتلك فرقة في هذا الوقت لإحياء حفلات البهوات والباشوات وأعيان البلد، وحينما عادت الأم إلى القاهرة تركت ابنتها نعمت مختار في رعاية الست نبوية، ما دفع البعض للاعتقاد بأنها ابنتها، خاصةً وأنها كانت ترافقها دائمًا من وإلى المدرسة.
وفي المدرسة اكتشفت الست الناظرة أن نعمت “لهلوبة” في الرقص، فكانت تُحضرها لغرفتها وتشجعها على الرقص، وبهذا نجحت نعمت مختار في جميع موادها الدراسية وحصلت على الدرجات النهائية دون أن تحضر أيًا من الحصص المدرسية.
بعدها عادت نعمت مختار لوالدتها في القاهرة، والتي كانت تقطن في ذلك الوقت بشارع “محمد علي“، وتعرفت نعمت هناك على ريجسير يُدعى “قاسم وجدي”، والذي أُعجب بها جدًا كمونولجست، وقام بعرضها على المخرج حسين فوزي الذي كان يعمل وقتها على فيلم ” فتاة السيرك” ل نعيمة عاكف، وشاركت نعمت في الفيلم بعدما خضعت لاختبار كاميرا ونجحت فيه بتفوق خلال عام 1951.
وبدأت نعمت مختار حياتها الفنية كراقصة، وقد وصفتها السيدة أم كلثوم في إحدى المناسبات بـ”سيمفونية الرقص الشرقي” كما كان الفنان فريد الأطرش يصطحبها معه في جميع حفلاته.ورغم ذلك ظلت نجوميتها متوسطة.
شقت نعمت طريقها في عالم التمثيل متجهة إلى الإغراء لما تتمتع به من جسد أنثوي وجمال لافت فقدمت شخصية الزوجة الخائنة في أكثر من فيلم مثل ثرثرة فوق النيل وحمام الملاطيلي لتصبح حبيسة تلك الأدوار
أثبتت نعمت مختار أنها فنانة متعددة المواهب, فهي راقصة ومطربة وممثلة ومنتجة, عملت في بداية حياتها راقصة, ثم انتقلت إلى السينما، استطاعت أن تنحي الرقص جانبا وتتفرغ للتمثيل, حيث جسدت بعض الأدوار الصغيرة

نعمت مختار كان لها أدوار لا تُنسى مثل دور “زنوبة” في ” بين القصرين” عام 1962، وهي نفس الشخصية التي قدمتها نادية لطفي فيما بعد في ” قصر الشوق” و” السكرية”، وأيضًا دورها في فيلم ” الزوج العازب” سنة 1966 مع فريد شوقي و هند رستم، واستمرت نعمت في التنقل من دور لأخر، يتعامل فيهم المخرجين مع أنوثتها المتفجرة بشكل سطحي أو تقليدي، إلى أن جاء المخرج حسين كمال ومنحها دور “سنية” في ” ثرثرة فوق النيل” سنة 1971، وهو الدور الذي قالت فيه جملتها الشهيرة “رجب حوش صاحبك عني”، وهو نفس الدور الذي أثبت أن العديد من المخرجين لم يستطيعوا توظيف الطاقة التمثيلية لدى نعمت مختار بالشكل المثالي.
بعدها بعامين عرض عليها رائد السينما الواقعية “الفتوة” صلاح أبو سيف دور في فيلم ” حمام الملاطيلي” سنة 1973، والذي كان بمثابة أبرز وأهم أدوارها بالسينما،
وفي نفس العام قررت نعمت مختار أن تنتج فيلم فتعاقدت مع المخرج يحيى العلمي، الذي أخرج فيلم “المرأة التي غلبت الشيطان” قصة وسيناريو وحوار توفيق الحكيم ويحيى العلمي وحصلت فيها نعمت مختار على دور البطولة.المرأة التى غلبت الشيطان
وهو من بطولة نور الشريف وشمس البارودى وتأليف توفيق الحكيم وإخراج يحيى العلمى وتدور أحداثه حول شخصية “شفيقة” خادمة دميمة والجميع يعاملها بقسوة شديدة، تقع في غرام الصحفي محمود الذي لا يشعر بها ويحب إحدى الممثلات. تتفق شفيقة مع “أدهم” حفيد إبليس أن تعطيه روحها؛ لتكون ملكه بعد عشر سنوات مقابل أن يمنحها الغنى والجمال، فتتحول شفيقة إلى مليونيرة بارعة الحسن، وتعود لتنتقم من كل من عاملها بقسوة في الماضي، لكن ماذا ستفعل في النهاية مع الشيطان

كانت نعمت المختار تمتلك صوتا مميزا لم يلتفت له إلا الموسيقار الرائع بليغ حمدي،
وقتها حضر لحنا شجيا يناسب صوتها، وطلب من الشاعر الكبير عبدالسلام أمين أن يكتب لنعمت كلاما مختلف مفعما بـ «الدلال»، وبعد محاولات عدة للاختيار بين أكثر من أغنية وق اختيار بليغ علي أغنية «من عينيا»، الأخيرة حققت نجاحا باهرا وقتها خاصة أن الكثير من
جمهور نعمت لم يكن يعرف حكاية صوتها قبل تجربتها مع بليغ وعبدالسلام أمين.
لم يكن لنعمة تجارب أخرى في الغناء إلا استعراض راقص قدمته في فيلم «المشاغب» التي شاركت فريد شوقي بطولته عام 1965 وأخرجه العبقري نيازي مصطفي، الأغنية اسمها «حب ودوب» كتبها الشاعر الكبير فتحي قورة ولحنها الموسيقار محمود الشريف.
أما عن زيجات نعمت مختار فقد تزوجت ثلاث مرات،
الأولى من المخرج نيازي مصطفى ولم يستمر الزواج أكثر من شهر واحد إذ أحبها المخرج كبير بشدة حتى أنه كان يبكي كطفل أمامها
ويقول لها: «أنا خايف يا نعمت تضيعي مني»، ولم يستمر زواجهما أكثر من شهر لأنه مبني على
خطأ منذ البداية لأن نيازي كان يكبرها كثيرا وهي كانت صغيرة مبهورة به كمخرج مشهور لكنها لم تتزوجه كنوع من المصلحة لأنها كانت تعامل الناس دون تفكير أو بدون غرض.

والزواج الثاني من الفنان محمود المليجي حيث شاركته بطولة فيلم “رجال في العاصفة” إخراج
حسام الدين مصطفى، إلا أن الزواج أيضا لم يدم طويلا بسبب جبروت علوية جميل زوجته الأولي التي عرفت بخبر الزواج فأجبرته على طلاقها مثلما فعلت مع سميحة توفيق التي تزوجت المليجي وتم تطليقها منه على يد علوية أيضا،

وكان الزواج الأخير من لواء شرطة أحبها كممثلة
وأنجبت منه ابنها الوحيد محمد الذي تخرج في كلية السياسة والاقتصاد.

وفي سنة 1974 تعتزل نعمت مختار التمثيل، وتتفرغ لبيتها وحياتها وتبتعد عن الأضواء وهي في قمة مجدها وشهرتها.

نعمت مختار واحدة من أشهر الراقصات اللاتي اتجهن إلى مجال التمثيل لكنها حصرت نفسها في أدوار الإغراء ولم تصعد نجوميتها مثل غيرها من الراقصات أمثال سامية جمال وتحية كاريوكا.

لكن قبل اعتزالها الفن نهائيًا قالت مختار في أحد تصريحاتها الإعلامية: «لم اندم على أني احترفت الرقص في بداية حياتي ولكني اعتبر اللحظة التي ابتعدت فيها عن الرقص ميلادي الحقيقي في هذه الدنيا الفانية، فأنا لا اندم ولا أتنكر من أنني كنت راقصة بل على العكس يشرفني أنني بدأت راقصة بعدما أغلقت في وجهي كل الأبواب، وليس غريبًا أن أقول هذا، ولكني رقصت رغم أنفي بحثا عن لقمة العيش، ومن حق الجميع أن يعرفوا مدى الشقاء والمعاناة التي كنا نعيشها كفنانين في تلك الفترة الأليمة لنصبح فيما بعد أسماء لامعة يحسدنا البعض على الشهرة ويتصورون أن نجاحنا جاء على طبق من فضة»

بقلم / زيزت فؤاد 

المقال السابق

طوفان الأقصى تصعيد عنيف بين إسرائيل وقطاع غزة وحماس تنفذ عملية بالعمق الإسرائيلي

المقال التالي

الغارمات .. ضحايا ومسئولية مجتمع .. وأزمة ثقافة .. وعدم وعي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *