الحضارة ليست أدوات ، وإنما هي أخلاق سامية نوظّفها
تفسد المجتمعات حين لا تكون قاعدة للاخلاق ،
الاخلاقيات مؤخرا أصابها ضمور اختلفت السلوكيات عما قبل ، أصبحت الأخلاقيات من شئ ثابت في حياتنا الي نسبي ، كلا له مقاييس خاصة ، لم تعد الأخلاقيات جزء من شخصياتنا ولها قواعدها الثابتة التي لا نحدو عنها ، أصبح كلا يراها من منظوره .
انحدرت الاخلاقيات تماما وتشوهت ملامحها ،أصبح الكل يراها بهواه ويطبقها حسبما يري . لم يعد لها معيار ثابت . في الماضي كنا نجد الاحترام لمن هما اكبر سنا ، أصبح الأمر مختلف تمام ، الاحترام نسبي لمن تجمعنا بيه مصالح .كان من الصعب أن يسئ الجار لجاره أو الصديق لصديقه ، كان صعب ان تشهر بإنسان ، كانت هناك ستر ،
الستر من اخلاقيات مجتمعنا التي انحدرت وتورات بل الشائع عند سقوط شخص أن يتم التشهير به دون رحمة ؛ رفقا بقلوب الناس وضعفاتهم . لم يكن يتجرأ ابن علي أبيه ، او يهون الآباء في عيون ابنائهم ، لم تكن اخلاقيات مجتمعنا تسمح بإهانة زوجة من زوجها ،أصبح الأمر الآن اعتياديا . كان من الصعب تحد ثريا لا يرحم فقيرا ، ولا كبير يستفحل علي صغير ، كان القوي يرحم الضعيف ويعينه ..
انحدرت القيم والأخلاق حتي في افلامنا واغانينا أصبحت مبتذلة وسببا رئيسيا في انهيار الأخلاقيات ، من المستوي الفني الهابط والالفاظ الغير لائقة وهنا نجد المراهقين يقتبسون ويقلدون باعتبار النجوم قدوتهم ، يالها من ماسأة انهارت واندثرت القيم
قد كانت تعد الميديا هي الأساس في ترسيخ الاخلاق والقيم والتشجيع علي التحلي بها ، من المؤسف ان الميديا فقدت دورها وأصبحت سببا في اندثار القيم والأخلاق .
لم يكن في بالماضي الألفاظ المبتذلة التي يترددها الشباب في شوارعنا وأصبحت جزء لا يتجزأ منهم وأسلوب حياة ، وأصبح الشائع هو التقليد الأعمى حتي مالم يتناسب مع اخلاقيتنا وقيم مجتمعنا ، وأصبحت الموضات الغريبة حتي في الزي لمواكبة العصر والتشبه بالغرب والتقليد الاعمي .
فالانفتاح والحرية والرأسمالية المتوحشة هما سببا أيضا في انهيار الأخلاقيات حيث بدأ الصراع ما بين التمسك بالقيم أو بالمال والحفاظ علي اللغة والتراث أو الذوبان والتمسك بكل ما هو اجنبي
وباتت المادة هي الأولوية والأهم وذهبت الاخلاقيات هباءا مع الريح ، وغابت العدالة وتناقضت الأولويات وظهرت المحسوبية واختفت حتي العدالة الوظيفية وتراجعت القيم
أسباب كثيرة هدمت ثوابت الأخلاقيات والقيم لدي المصريين وأفقدتهم الثقة فى بعضهم البعض وجعلتهم يشكون فى أى شىء حولهم ، أسباب كثيرة عزلت شرائح المجتمع المصرى عن بعضها وجعلت كل شريحة منها وكأنها عالم فى ذاتها وتسىء لسمعة المصريين فى الخارج وتحولهم من شعب كان مسلحا بالنبل والشهامة والانتماء للوطن إلى شعب مادى منفلت متمرد تآكلت منظومته القيمية والأخلاقية .
دور الدولة والمجتمع والمؤسسات الحكومية والتعليمية في تدارك هذا الانهيار الأخلاقي والعودة الي قيم مجتمعنا التي اندثرت كما أن الأسرة لها دور كبير في التوعية ، ليعود مجتمعنا افضل تحكمه قيم وأخلاقيات لا يحد عنها . يقول “أمير الشعراء أحمد شوقى ” : ” إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا. “