ملكه جمال المعادي.. آخر زوجه للفنان محمد فوزي
كتبت / زيزيت فؤاد
كريمة (1934-2005)، وتعرف أيضاً بفاتنة المعادي، هي ممثلة مصرية مثلت عدداً قليلاً من الأفلام، لعل أشهرها هو حلاق السيدات أمام عبد السلام النابلسي.
فازت بلقب ملكة جمال حي المعادى، ولقبت بفاتنة المعادى لرقتها الشديدة.
كانت ترغب في التمثيل بعد دراستها، لكن زواجها من طيار مدني أجل حلم التمثيل. أنجبت منه ثم طُلّقت، فصار بإمكان دخول عالم التمثيل، خصوصاً بعد حصولها على لقب ملكة جمال مصر عام 1955.
بدأت حياتها الفنية بدور زيزى أمام فريد الأطرش فى فيلم إزاى أنساك ١٩٥٦. كانت آخر أدوارها دور أحلام أمام عبد السلام النابلسى فى فيلم حلاق السيدات ١٩٦٠. تزوجت الفنان محمد فوزى عام ١٩٦٠ وإعتزلت الحياة العامة عقب إنجابها ابنتها إيمان ثم اعتزلت التمثيل مقررةً التفرغ للعناية به حتى وفاته، ولم تتزوج بعده.
وفي حوار أجرته مجلة ” الفن” عام ١٩٦٥ مع الممثلة كريمة والتي كانت الزوجة الأخيرة للموسيقار محمد فوزي قبل وفاته قالت فيه: تربيت في عائلة محافظة ودرست في طفولتي بالقسم الداخلي بمدرسة نوتردام بالزيتون، نظرا لنشأتي بالزقازيق وكنت مدللة من أبي وأمي، وفوجئت بقرار من أهلي وأنا لم أتجاوز السادسة عشر بزواجي ولم أستطع المعارضة وتزوجت بالفعل وكان زواج عزبة بعزبة أخرى وكان زوجي ثريا ويطلق عليه ميمي بك يعيش حياة مترفة وأصبحت أعيش معه نفس الحياة وأنجبت أبنائي الثلاثة المعتز بالله، الإيمان بالله، هبة الله.
وتابعت كريمة:كنت وقتنذ صغيرة لا أعلم شيئا عن الحياة ولا طريقة التعايش ثم انتقل زوجي للعيش في فيلا بالمعادي، واشتركنا بنادي المعادي وحصلت وقتها على لقب فاتنة المعادي، كان النادي مركزا لتجمع أغلب الفنانين وبمجرد حصولي على لقب فاتنة المعادي انهالت على العروض الفنية.. فقد قابلت الموسيقار محمد عبدالوهاب ووعدني بالعمل معه، أما العرض الثاني فكان من الموسيقار فريد الأطرش وكنت سأوافق عليه إلا أن عبدالوهاب حذرني منه وقال لي أنا عاوز أطلعك بطلة لكن فريد هينزلك تحت الأرض.
كانت الدفعة الكبيرة من المخرج عاطف سالم الذي قدم الممثلة كريمة إلى السينما في فيلم “وحش البحر” وكان نقله في حياتها، ووصل خبر عملها بالسينما إلى أهلها وقرروا أن يطالبوا زوجها بطلاقها، لأنه لم يحافظ عليها ولأن عادات العائلة لا تسمح بالعمل في الفن ثم تركت المعادي وانتقلت مع زوجها إلى العيش بشقة بعمارة فريد الأطرش لكن تم الطلاق.
كان دورها الثانى في فيلم الملاك الصغير مع يحيى شاهين وزبيدة ثروت، ثم احتجبت ثلاثة أعوام، وترجع كريمة في حوار مع مجلة الجيل 1957، سبب احتجابها إلى إشاعة كاذبة أطلقها الحساد بأنها تغالى في طلب أجر مرتفع، ما دعا المنتجين إلى الابتعاد عنها، وتتساءل فاتنة المعادى: “كيف أطلب أجرا مرتفعا وأنا مازلت أخطو العتبات الأولى في سلم الفن.
ازاى انساك اول شهرتها
وأضافت أن بداية شهرتها كانت في فيلم (إزاى أنساك) وبالرغم من أن الدور كان صغيرا، فإن أفلام فريد الأطرش تعرض في العالم العربى كله، وتقول (إن الفيلم حقق حلما لى في حياتى وهو العمل مع فريد الأطرش الذي أعجب بأفلامه وكنت أتمنى أن تتكرر هذه الفرصة.
حلاق السيدات اول بطولة
كانت أول بطولة سينمائية للممثلة كريمة في فيلم ” حلاق السيدات ” مع الفنان عبد السلام النابلسى عام 1960، ثم أعلنت اعتزالها في نفس العام بعد زواجها الثانى من المطرب الفنان محمد فوزي التي كانت الزوجة الأخيرة له حيث ساندته في رحلة مرضه حتى الرحيل ,
ماما زمانها جاية
تقول الممثلة كريمة عن هذا الزواج: في أيام العدة كان اللقاء مع محمد فوزي ليتم الحب والزواج، وفوزي كان عطوفا ومحبا لكل من حوله فقد ربي معي أولادي حتى أنه غني أغنية “ماما زمانها جاية” لابنتي هبة، وكان عمرها عاما واحدًا..
عشقت الفنان محمد فوزي في صغرها، وكان بمثابة فارس أحلامها، فكانت تخرج من مدرستها لشراء صورا له، وتعلقها على جدران غرفتها واستمر عشقها له حتى علمت بزواجه من مديحة يسري، وتمر الأيام على كريمة، وتتزوج من طيار مدني من عائلة ثرية ويكبرها في السن، وتقيم معه في ضاحية المعادي القريبة من القاهرة وقتها، لتصبح كريمة “فاتنة المعادي” وتنجب منه ثلاثة أطفال، وتشاء الأقدار وتلتقي وقتها بصنّاع الفن الذين عرضوا عليها العمل كممثلة نظرا لجمالها الذي يسر الناظرين. قدمت عدد محدود من الافلام اشهرها فيلم حلاق السيدات مع عبد السلام النابلسي واسماعيل ياسين والمخرج فطين عبد الوهاب عام 1961.
وبعد فترة عرض عليها الملحن بليغ حمدي الغناء، وتسجيل صوتها على اسطوانات لكي يستمع إليها الجمهور في صالات السينما أوقات الاستراحة، فحددا موعد للمقابلة، إلا أن بليغ لم يأتِ بمفرده، بل جاء برفقة فوزي، وهو ما لم تتوقعه كريمة “فاتنة المعادي”، والتي شعرت بخفقان شديد في القلب بعد تحقق حلمها ورؤية حبيبها أمام أعينها.
بعد فترة اعترف لها فوزي بحبه لها، وكانت في ذلك الوقت علاقتها بزوجها الأول قد انتهت، وانتظرا انقضاء شهور العدة، لكي يرتبطا رسميا، واتفقا على اعتزالها الفن نهائيا، وتعتزل شهرتها الفنية ولقبها كريمة “فاتنة المعادي”، والتفرغ له، فأصبح لها فوزي كل شيء، الصديق والزوج، وأب عطوف وحنون لابنائها.
أثناء فترة مرضه بعد التأميم، سافرت معه كريمة للندن ولأمريكا لكي يتلقى العلاج، وهناك تعلمت فنون التمريض من أجل مرضه النادر. فأصبحت الممرضة التي ترعاه والزوجة التي تشاركه آلامه، آملة أن يأتي اليوم الذي يُشفى فيه من مرضه، وأثناء تواجدهما في لندن، شعرت بأن زوجها حالته النفسية تزداد سوءا، ففكرت في أمر يعيد روح فوزي المرحة من جديد، ويبعد عنه الاكتئاب.
استعانت كريمة بفتاة إنجليزية، لتمثل أنها إحدى معجبات فوزي، وتقاضت عن دورها هذا مبلغ من المال، ووجد فوزي فتاة تقتحم عليه غرفته في المستشفى، مُعربة له عن إعجابها بأعماله الفنية، وطالبة منه التوقيع على اوتوجراف. وكان لهذه التمثيلية تأثير السحر على فوزي، فارتفعت روحه المعنوية وبدا أكثر حرصا على الاهتمام بمظهره، حتى يراه المعجبين بصورة جيدة كما اعتادوا دوما، فسألته كريمة عن سر هذا التحول أجابها “تصوري يا كريمة إن فيه من الإنجليز اللي يعرفني، أنا لازم أهتم بشكلي عشان المعجبات يشوفوني في صورة حلوة”.
تروي ايضا بعض التقارير الصحفية القديمة عدد من المواقف التي تدل على وفاء الزوجة لزوجها، ففي عام 1962، عندما أقنعت فوزي بإجراء عملية لإزالة حصوة كانت تؤلمهُ، بعد أن ظل يتهرب ويماطل ويصر على عدم إجرائها. فاتفقت كريمة مع الطبيب على ان يحقن فوزى بإبرة منومة ويتم نقله إلى المستشفى لإجراء العمليه له دون أن يشعر بما حدث.
وبعد وفاته لم تُقبل على الزواج مجددا، على الرغم من صغر سنها، وجمالها، وتبرر ذلك قائلة “لم يأتِ أحدا يملأ الفراغ الذي تركه فوزي في حياتي”. لتظل دوما في ذاكرة محبي فوزي بأنها كريمة “فاتنة المعادي”.
والصورة لها في بيتها القديم في منطقة الجيزة وتحديدا في العمارة المقابلة لنادي اليخت، قبل أن يشتريه صديقها الصدوق الفنان فريد الأطرش لتصبح مسكنا له والتي تم فيها لاحقا تصوير فيلمه الأقرب إلى قلبي (عفريته هانم)، لتنتقل هي للسكن في شارع معمل السكر في حي جاردن سيتي، قبل أن تتزوج من الراحل محمد فوزي، وتنتقل معه للسكن في بيت العيلة حاليا في عمارة بلمونت الشهرية على كورنيش جاردن سيتي».