يوستينا ألفي سوريا عند مفترق الطرق: دمشق تحت سيطرة المعارضة والأسد يغادر المشهد”
سوريا تقف اليوم على عتبة فصل جديد من تاريخها الحديث بعد أن أعلنت فصائل المعارضة المسلحة سيطرتها الكاملة على العاصمة دمشق. هذه الخطوة وصفتها المعارضة بأنها “تحرير العاصمة”، فيما تم الإعلان رسميًا عن مغادرة الرئيس بشار الأسد العاصمة، وسط أنباء عن خروجه من سوريا نهائيًا، بعد تقارير متزايدة عن فقدانه الدعم الروسي الذي شكّل حجر الأساس لنظامه طيلة السنوات الماضية.
وفق مصادر متعددة، شهدت دمشق منذ الساعات الأولى من اليوم عمليات عسكرية متسارعة، مع استسلام عدد من القوات الموالية للنظام. ودعت المعارضة المسلّحة إلى الهدوء وضمان سلامة المؤسسات العامة، مؤكدة على أهمية الانتقال السلمي إلى نظام جديد يحترم إرادة الشعب. في المقابل، أبدى رئيس الوزراء السوري السابق استعداده للتعاون مع أي قيادة مستقبلية يتم اختيارها بطريقة ديمقراطية، مشددًا على أهمية الحفاظ على وحدة البلاد وتجنب المزيد من العنف.
ردود الفعل الدولية
على الصعيد الدولي، عبّر الاتحاد الأوروبي عن قلقه من التصعيد الأخير، داعيًا إلى حماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة للنازحين. كما شدّد على ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي ينص على انتقال سياسي شامل لإنهاء الأزمة. تأتي هذه الدعوات في وقت يتزايد فيه التوتر الإقليمي، مع تعليق الرحلات الجوية بين بغداد وبيروت نتيجة للتطورات المتلاحقة في سوريا.
الوجهة الغامضة للأسد
تضاربت الأنباء حول مكان تواجد الرئيس السوري بعد مغادرته دمشق. بينما أشارت تقارير إلى احتمالية لجوئه إلى روسيا، لم تؤكد أي مصادر رسمية ذلك، وسط نفي بعض الدول الخليجية وجوده على أراضيها. هذا الغموض يعكس حالة من الارتباك داخل النظام السابق، في ظل انشقاق شخصيات بارزة وسقوط معاقل استراتيجية.
ماذا بعد؟
الأحداث الأخيرة تمثل نقطة تحول في مسار الأزمة السورية التي امتدت على مدى أكثر من عقد. يبقى السؤال الأساسي الآن: كيف ستتعامل الأطراف المحلية والدولية مع هذا الواقع الجديد؟ وهل يمكن أن يتحقق السلام في بلد مزّقته الحرب والدمار؟
بين التفاؤل الحذر والتحديات الجسيمة، يترقب الشعب السوري والعالم أجمع ما ستسفر عنه الأيام القادمة من تطورات قد تعيد رسم خريطة المنطقة بأكملها.
