طقوس أعياد الميلاد.. لماذا يرتدي الكهنة الأبيض والأحمر؟
كتبت: مريم سمير البدراوي
مع اقتراب عيد الميلاد المجيد، تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للاحتفال بهذه المناسبة الروحانية، حيث يتزين الكهنة والشمامسة بملابسهم الكهنوتية المميزة التي تحمل رموزًا ودلالات عميقة في العقيدة المسيحية. ومن أبرز السمات البارزة في هذا الاحتفال ارتداء الكهنة اللونين الأبيض والأحمر، وهو ما يعكس رمزية خاصة.
لماذا اللون الأبيض والأحمر؟
الملابس البيضاء ترمز في الطقس الكنسي إلى الطهارة والنقاء، وتشير إلى خدمة الله الذي يوصف في المزامير بـ”اللابس النور كثوب” (مز 104: 1). كما يُستشهد برؤية يوحنا اللاهوتي للقديسين في السماء مرتدين ثيابًا بيضاء في سفر الرؤيا (رؤ 7: 9). هذا اللون يُظهر أيضًا قداسة الخدمة ويدعو الكهنة والشعب إلى حياة نقية.
يمثل اللون الأحمر في الملابس الكهنوتية دم المسيح، الذي فدى به البشرية. يرتبط هذا اللون بتذكير المؤمنين بالتضحية والفداء، ما يجعل الطقوس الكنسية في عيد الميلاد مفعمة بالمعاني الروحية. الملابس الكهنوتية ليست مجرد زيّ، بل هي جزء من الطقوس الدينية، تتكون من 11 قطعة لكل منها رمزها الخاص:
التونية ثوب طويل يعبر عن النقاء.
البطرشيل قطعة توضع حول العنق، ترمز للخدمة.
التاج يغطي الرأس، مزين بالأيقونات المقدسة.
العكاز رمز الرعاية الروحية.
الاختلافات بين الكنائس
رغم اشتراك الكنائس في رمزية الألوان، فإن زي الكنيسة السريانية يتميز بزخارفه وألوانه الزاهية، مما يعكس الفرح في أعياد الميلاد. كما أن الاختلاف في مواعيد الاحتفال بين الكنائس يعود للتقويم المعتمد، وليس لعقيدة مختلفة، إذ تحتفل الكنيسة القبطية في 7 يناير وفقًا للتقويم اليولياني.
عيد الميلاد ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو وقت للتأمل في معاني الفداء والطهارة التي يعبر عنها زي الكهنة، حيث تكتمل الطقوس بالألحان الروحية وتزيين الكنائس بالورود، ليعيش الجميع أجواءً
مليئة بالإيمان والمحبة.