مريم سمير دراسة جديدة تكشف عن تأثير فيروس كورونا على أمراض القولون وتفاقمها لدى النساء
أظهرت دراسة طبية حديثة أن فيروس كورونا يؤثر بشكل ملحوظ على الأمعاء، حيث يعاني العديد من المتعافين من مشاكل هضمية طويلة الأمد. وتشير الأبحاث إلى أن التغيرات التي يسببها الفيروس في الجسم قد تؤدي إلى تزايد حالات القولون العصبي والمشاكل المعوية المستمرة، وهو ما يثير القلق بشأن تأثيراته على صحة الجهاز الهضمي.
كورونا وتأثيراته المستمرة على الجهاز الهضمي
منذ بداية جائحة كورونا في عام 2020، لاحظ الأطباء زيادة كبيرة في حالات القولون العصبي والمشاكل الهضمية المعقدة التي لم تكن مفهومة في البداية. وتشير بعض الدراسات إلى أن ما بين 16% و40% من الأشخاص الذين أصيبوا بكوفيد-19 قد يعانون من أعراض هضمية مستمرة، مثل الغثيان، الإسهال، والانتفاخ، على الرغم من تعافيهم من الفيروس.
وأشار الدكتور “ويليام د. تشي”، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في جامعة ميشيغان، إلى أن الأعراض مثل الغثيان والإسهال تكون شائعة خلال المرحلة الأولى من الإصابة بفيروس كورونا، ولكن لدى بعض الأشخاص قد تستمر هذه الأعراض لفترات طويلة بعد التعافي، كما قد تظهر أعراض أخرى مثل الإمساك، الارتجاع، والألم. وأضاف أن بعض الأعراض قد تختفي ثم تظهر مجددًا بعد عدة أشهر، مما يعكس التأثير المستمر للفيروس على الجهاز الهضمي.
النساء الأكثر تأثراً بمشاكل الأمعاء بعد الإصابة
وأكدت الدكتورة “لويز كينج” من جامعة نورث كارولاينا أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل هضمية أثناء الإصابة بكورونا معرضون بشكل أكبر لتفاقم الأعراض بعد التعافي. وقالت إن هذه الأعراض تؤثر بشكل أكبر على النساء مقارنة بالرجال، ما يؤدي إلى تدني جودة الحياة اليومية بسبب الألم وعدم القدرة على التنبؤ بالأعراض.
شرح الدكتور “ب. جوزيف إلمنزر”، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في جامعة ساوث كارولاينا، أن فيروس كورونا يرتبط ببروتينات موجودة على سطح خلايا الجسم، مما يسمح له بالانتشار إلى الأنسجة الهضمية. وهذا يفسر لماذا يمكن للفيروس أن يتسبب في أعراض هضمية مشابهة لتلك التي تترتب على التهابات معوية أخرى مثل نوروفيروس والسالمونيلا، التي تؤدي إلى عسر الهضم ومتلازمة القولون العصبي.
