علاج إشعاعي ثوري يذيب الأورام في أقل من ثانية: ثورة طبية جديدة في مواجهة السرطان
في خطوة تاريخية قد تغيّر مسار علاج السرطان عالميًا، نجح العلماء في تطوير تقنية إشعاعية حديثة تُعرف باسم “العلاج الإشعاعي الفلاشي” (FLASH radiotherapy)، والتي أثارت اهتمام الأوساط الطبية والعلمية بفضل قدرتها الفريدة على تدمير الأورام في أقل من ثانية، مع تقليل الضرر على الأنسجة السليمة المحيطة.
تم تطوير هذه التقنية الجديدة في المختبر الأوروبي لفيزياء الجسيمات (CERN) بجنيف، وتتميز بقدرتها على إيصال جرعات عالية جدًا من الإشعاع خلال فترة زمنية قصيرة للغاية، مما يجعلها أسرع وأكثر كفاءة من الطرق التقليدية. وتستهدف هذه التقنية بالأساس أنواع السرطان المعقدة مثل أورام المخ والسرطانات المنتشرة التي يصعب علاجها باستخدام العلاجات التقليدية.
كيف تعمل التقنية؟
تعتمد تقنية العلاج الإشعاعي الفلاشي على مبدأ إيصال الإشعاع بجرعة مركزة جدًا في أقل من ثانية واحدة، مما يؤدي إلى تدمير الخلايا السرطانية بشكل مباشر وسريع. وفي الوقت نفسه، تقل احتمالية تعرض الأنسجة السليمة المحيطة للتلف، مما يقلل من الآثار الجانبية التي طالما عانى منها المرضى في العلاجات التقليدية.
الخطوة التالية: التجارب السريرية
ورغم أن هذه التقنية الواعدة ما زالت في مراحلها التجريبية، إلا أن النتائج الأولية تُبشّر بإمكانية إحداث ثورة في مجال علاج الأورام السرطانية. ويعمل العلماء حاليًا على إجراء المزيد من التجارب السريرية لاختبار فعالية العلاج وأمانه على البشر، مع توقعات بأن يصبح متاحًا تجاريًا خلال السنوات القليلة المقبلة.
أمل جديد لملايين المرضى
هذا الاكتشاف يُعتبر بمثابة بصيص أمل لملايين المرضى حول العالم الذين يعانون من السرطان، حيث قد يفتح الباب أمام علاجات أكثر كفاءة وأقل تأثيرًا على جودة حياتهم.
إذا جحت هذه التقنية في اجتياز مراحل الاختبار والتطوير، فإنها قد تُغيّر قواعد اللعبة في مواجهة هذا المرض الخبيث، مما يجعل المستقبل الطبيأكثر تفاؤلًا.