• 1 فبراير، 2025

رئيس التحرير

ناجي وليم

الرحمة… أسمى فعل في زمن القسوة

الرحمة… أسمى فعل في زمن القسوة

في زمن باتت فيه القسوة والتجاهل هما السائدين، يحتاج الإنسان إلى تذكير بسيط بأن الرحمة ليست مجرد كلمة نرددها، بل هي فعل حقيقي يجب أن يترجم في حياتنا اليومية. “الرحمة” ليست محصورة في الأفعال الكبيرة أو المناسبات العظيمة، بل تظهر في أبسط اللحظات: في الكلمة الطيبة، في الابتسامة، في تقديم يد المساعدة، وفي لحظات الصمت عندما نختار أن نتفهم بدلاً من أن نجرح.

مؤخرًا، أثار خبر انتحار هاني، الموظف في دار الأوبرا، صدمة في قلوب الكثيرين. هاني، الذي كان يعمل في مكان فني مليء بالإبداع والجمال، قرر أن ينهي حياته بعد أن ترك رسالة مؤلمة. الرسالة لم تكن موجهة لشخص بعينه، لكنها كانت صرخة في وجه كل من مارس القسوة أو الظلم أو تجاهل معاناة الآخرين. كلمات هاني تذكرنا أن القسوة لا تقتصر على الأفعال الظاهرة فقط، بل تمتد إلى ما نشعر به في داخلنا نتيجة للمعاملة السيئة التي نتعرض لها.

العديد منا قد يختبر لحظات ضعف تجعله يتصرف بطريقة غير عادلة تجاه الآخرين، لكن ما لا يدركه البعض أن أفعالنا القاسية لا تضر الآخرين فقط، بل تترك أثراً سلبياً في نفوسنا. فكل كلمة جارحة وكل تصرف قاسي يعكس جوانب سلبية في شخصيتنا قد لا ندركها إلا بعد فوات الأوان.

رسالة الحياة التي يجب أن نتعلمها من هذه الحادثة الأليمة هي أن الرحمة لا تتطلب الكثير من الجهد، بل هي الاختيار الذي يجب أن نتخذه في كل مرة. لماذا نختار القسوة، ونحن نعلم جيدًا أن الرحمة يمكن أن تفتح لنا أبواباً كانت مغلقة؟ قد تبدو الحياة مليئة بالتحديات والصعوبات، لكن هذا لا يعني أن نكون سبباً في إيذاء الآخرين.

الرحمة ليست فقط تجاه الأقرباء والأصدقاء، بل تشمل حتى الغرباء الذين قد نلتقي بهم في يومنا، والذين قد يحتاجون فقط إلى لحظة من اللطف ليمضوا قدماً. لم لا نكون سبباً في تبسيط حياتهم بدلاً من تعقيدها؟

الرحمة هي ما يعيد توازن الحياة ويخفف من أثقالها. لذا، إذا كان لكل شخص فينا القدرة على أن يكون رحيمًا، فلماذا لا نبدأ من اليوم؟

 

المقال السابق

الرئيس السيسي يتلقى اتصالاً هاتفيًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. ما الذي تم بحثه؟”

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *