يوستينا ألفي “ضغوط واشنطن: هل تُفجّر أزمة اللاجئين العلاقة بين أمريكا ومصر والأردن؟”
في خطوة مثيرة للجدل، أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عاصفة من الانتقادات بعد تهديده بقطع المساعدات الأمريكية عن مصر والأردن إذا لم يوافقا على استقبال لاجئين فلسطينيين من قطاع غزة. هذا التصريح الخطير يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول مستقبل العلاقات بين واشنطن وحلفائها التقليديين في الشرق الأوسط.
تُعدّ المساعدات الأمريكية لمصر والأردن ركيزة أساسية في دعم الاقتصادين المصري والأردني، فضلًا عن كونها عنصرًا مهمًا في تعزيز الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة. ولكن يبدو أن الإدارة الأمريكية تستخدم هذا الدعم كورقة ضغط لتحقيق أهداف سياسية تتعلق بإعادة توطين اللاجئين، وهو ما تعتبره القاهرة وعمان تهديدًا مباشرًا لأمنهما القومي.
رفضت مصر والأردن هذه الضغوط بشكل قاطع، مؤكدتين أن توطين اللاجئين الفلسطينيين ليس حلاً للأزمة، بل تصعيدًا جديدًا يُهدد بتفجير الأوضاع في منطقة تعاني بالفعل من أزمات معقدة. هذا الرفض يضع العلاقات مع واشنطن على المحك، خاصة أن هذه القضية تتجاوز البُعد الإنساني لتلامس حساسيات سياسية وأمنية عميقة.
فهل ستتمكن مصر والأردن من الصمود أمام هذه الضغوط دون أن تتأثر مصالحهما الاستراتيجية؟ أم أن الإدارة الأمريكية ستواصل سياستها القائمة على “العصا والجزرة” لإجبار حلفائها على تنفيذ أجندتها؟
الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة على هذه التساؤلات وسط عالم يتغير بسرعة تفوق قدرة البعض علي التكييف.
