• 11 فبراير، 2025

رئيس التحرير

ناجي وليم

لقاء العاصفتين: ماذا دار بين الرئيس ترامب وملك الأردن؟”

لقاء العاصفتين: ماذا دار بين الرئيس ترامب وملك الأردن؟”

في مشهد سياسي حافل بالتوترات الإقليمية والمخاوف الدولية، اجتمع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في لقاء لفت أنظار العالم بأسره. هذا اللقاء لم يكن مجرد مناسبة بروتوكولية، بل حمل في طياته نقاشات حاسمة حول قضايا مصيرية تتعلق بمستقبل المنطقة، وعلى رأسها ملف القضية الفلسطينية وأزمة غزة التي تأخذ أبعادًا أكثر تعقيدًا يومًا بعد يوم.

تصدرت تصريحات ترامب واجهة النقاش، حيث أعاد طرح أفكار أثارت الجدل سابقًا حول إعادة توطين الفلسطينيين، وهو ما قابله الملك عبد الله الثاني بموقف حازم، مؤكدًا رفض الأردن القاطع لأي محاولات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو المساس بحقوقهم التاريخية. جاء هذا الموقف الأردني ليعزز مكانة المملكة كصوت عربي ثابت في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.

لم يقتصر اللقاء على الجانب السياسي فقط، بل تناول أيضًا ملفات التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين في ظل المتغيرات العالمية. ومع ذلك، بقيت قضية فلسطين هي المحور الذي دار حوله معظم النقاش، خاصة مع تصاعد الضغوط على بعض الدول العربية لتبني مواقف تتماشى مع الطروحات الأمريكية الجديدة.

تباين وجهات النظر بين الزعيمين كان واضحًا. ترامب، بنهجه المباشر والصريح، حاول الدفع باتجاه مقترحاته، بينما أظهر الملك عبد الله دبلوماسية رصينة ممزوجة بصلابة الدفاع عن الثوابت الأردنية والفلسطينية.

هذا اللقاء يعيد التأكيد على أن الشرق الأوسط لا يزال ساحة مفتوحة للرهانات السياسية، حيث تتشابك المصالح الدولية مع تطلعات الشعوب. وبينما يواصل ترامب إثارة الجدل بتصريحاته، يظل الأردن ثابتًا في مواقفه، مدافعًا عن الحق العربي ومتمسكًا بدوره الإقليمي كجسر للحوار والسلام.

في النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل ستؤدي هذه اللقاءات إلى تغيير حقيقي في السياسات أم أنها مجرد فصل جديد من مسرح السياسة الدولية؟ الأيام وحدها كفيلة بالكشف عن الإجابة.

 

المقال السابق

الصحة تعلن عن مراجعة شاملة لبروتوكولات علاج الأورام في مصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *