يوستينا ألفي البيت الأبيض يتراجع عن خطة تهجير الفلسطينيين: انتصار دبلوماسي أم تلاعب سياسي؟
في خطوة مفاجئة، أعلنت الإدارة الأمريكية تراجعها عن خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، والتي أثارت موجة من الغضب والرفض من قبل الدول العربية والمجتمع الدولي. فبعد تسريبات حول نية البيت الأبيض تحويل غزة إلى منطقة سياحية خالية من سكانها الأصليين، عاد المسؤولون الأمريكيون ليؤكدوا أن هذا المقترح ليس على طاولة التنفيذ، مما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان التراجع انتصارًا دبلوماسيًا أم مجرد تلاعب سياسي لكسب الوقت؟
كيف بدأت القصة؟
بدأت الأزمة عندما تم تسريب معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة تدرس خطة تهدف إلى إجلاء سكان غزة ونقلهم إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، مقابل دعم مالي ومشاريع تنموية. ورغم عدم صدور إعلان رسمي، فإن موجة الانتقادات الحادة التي تعرضت لها الخطة دفعت إدارة ترامب إلى محاولة تلطيف الموقف.
الرفض العربي يغير المعادلة
لم يتأخر الرد العربي، حيث أعلنت مصر والأردن وفلسطين رفضهم القاطع لأي خطة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، معتبرين ذلك انتهاكًا صارخًا للحقوق التاريخية والقانون الدولي. وأكدت مصر، عبر وزير خارجيتها سامح شكري، أنها تعمل على خطة بديلة لإعادة إعمار غزة دون المساس بسكانها، بينما شدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال لقائه بالرئيس ترامب، على أن التهجير ليس حلًا، بل تصعيدًا للأزمة.
هل هو تراجع حقيقي أم مناورة سياسية؟
رغم أن التراجع الأمريكي قد يُنظر إليه على أنه نجاح دبلوماسي عربي، إلا أن هناك من يرى أنه مجرد خطوة تكتيكية لامتصاص الغضب وإعادة طرح الخطة لاحقًا بشكل مختلف. فالإدارة الأمريكية لم تعلن بشكل قاطع رفضها لتهجير الفلسطينيين، بل قالت إنها لن تتدخل عسكريًا ولن تتحمل تكاليف إعادة الإعمار، تاركة الباب مفتوحًا أمام سيناريوهات أخرى.
ما التالي؟
مع تراجع الحديث عن التهجير، يظل السؤال الأكبر: هل هناك نية حقيقية لإنهاء معاناة الفلسطينيين، أم أن الأمر مجرد لعبة سياسية جديدة؟ الأيام القادمة ستكشف المزيد عن نوايا البيت الأبيض، لكن الأكيد أن الموقف العربي الموحد أثبت أن الضغط الدبلوماسي قادر على إحداث فارق، حتى في مواجهة أقوى القوى العالمية.
