• 13 فبراير، 2025

رئيس التحرير

ناجي وليم

العنف المدرسي.. جرس إنذار يهدد مستقبل الأجيال

العنف المدرسي.. جرس إنذار يهدد مستقبل الأجيال

في واقعة صادمة هزت الرأي العام، شهدت إحدى المدارس بالقاهرة اعتداءً عنيفًا على طالب، ما دفع وزارة التربية والتعليم إلى اتخاذ قرارات حاسمة بفصل الطالب المعتدي وتحويل المعلم المشرف إلى التحقيق. هذه الحادثة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، ما لم يتم التعامل مع ملف العنف المدرسي بجدية وحزم.

العنف في المدارس.. أزمة تحتاج إلى حلول

أصبحت حوادث العنف داخل المدارس تتكرر بوتيرة مقلقة، ما يطرح العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراءها. هل هو غياب الدور التربوي للمدرسة؟ أم ضعف القوانين الرادعة؟ أم انتشار ثقافة العنف داخل المجتمع نفسه؟

يؤكد خبراء التربية أن البيئة التعليمية يجب أن تكون مساحة آمنة للتعلم، لا ساحة للصراعات والعنف. فالتلاميذ يقضون معظم وقتهم داخل المدارس، وإذا لم يجدوا بيئة داعمة، فقد يؤدي ذلك إلى آثار نفسية وسلوكية خطيرة تمتد إلى مستقبلهم.

دور الأسرة والمدرسة في التصدي للظاهرة

التربية السليمة تبدأ من المنزل، حيث يتعلم الطفل منذ الصغر كيف يحل مشاكله بالحوار وليس بالعنف. في المقابل، تلعب المدرسة دورًا أساسيًا في تعزيز هذه القيم، من خلال وضع أنظمة تأديبية واضحة، وتوفير أخصائيين اجتماعيين ونفسيين لدعم الطلاب، ومراقبة سلوكياتهم عن كثب.

لكن، هل العقوبات كافية لردع العنف؟

يرى البعض أن الفصل والتحقيق مع المعلمين المتهاونين قد يكون رادعًا، لكن الحل الحقيقي يكمن في تطبيق برامج توعوية متكاملة، تُشرك الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور في مواجهة هذه الظاهرة، مع ضرورة تفعيل دور الإرشاد النفسي والاجتماعي داخل المدارس.

متى يتحقق الأمان داخل مدارسنا؟

لا يمكن الحديث عن تعليم ناجح دون بيئة آمنة للطلاب، فالعلم لا يُزهر إلا في مناخ يسوده الاحترام والحوار. وعلى الجهات المختصة أن تتعامل مع ملف العنف المدرسي ليس كأحداث فردية، بل كظاهرة تحتاج إلى استراتيجيات مستدامة للحد منها.

إذا لم نتحرك الآن، فقد نجد أنفسنا أمام جيل يعاني من آثار العنف، غير قادر على بناء مجتمع سليم. فهل يدق جرس الإنذار اليوم لنحمي مستقبل أبنائنا؟

 

المقال السابق

مصر تبعث الأمل: معدات هندسية في طريقها إلى غزة لإعادة الإعمار

المقال التالي

30% فائدة متناقصة.. أعلى عائد على شهادات الادخار في البنك الأهلي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *