“إمي-دوات”.. مشروع ثوري يكشف أسرار البرديات المصرية
في خطوة جديدة تعيد إحياء تراث مصر القديمة، أطلقت مكتبة الإسكندرية مشروع “حائط المعرفة – إمي-دوات”، الذي يهدف إلى ترجمة وفك رموز نقوش البرديات المصرية القديمة باستخدام أحدث التقنيات الرقمية. هذا المشروع لا يقتصر فقط على تقديم ترجمة مبسطة للنصوص الهيروغليفية، بل يفتح نافذة جديدة لفهم الحضارة المصرية القديمة كما لم تُفهم من قبل.
ما هو “إمي-دوات”؟
يُعد “إمي-دوات” أحد أقدم النصوص المصرية التي تصف رحلة الروح في العالم الآخر وفقًا للمعتقدات الفرعونية. وهو كتاب مليء بالرموز والنصوص المقدسة التي توضح كيفية عبور الروح إلى الحياة الأبدية. كان هذا النص محفورًا على جدران مقابر الملوك، مثل مقبرة تحتمس الثالث في وادي الملوك، وظل لقرون لغزًا غامضًا حتى بدأت الأبحاث الحديثة في كشف أسراره.
التقنيات المستخدمة.. كيف يعيد المشروع الحياة للنصوص القديمة؟
اعتمدت مكتبة الإسكندرية في تنفيذ المشروع على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل الصور الرقمية، مما يتيح قراءة النصوص المنقوشة بدقة عالية، مع تقديم ترجمة مبسطة لها. كما أضافت المكتبة تطبيقات للواقع المعزز، تتيح للزوار التفاعل مع البرديات بطريقة ثلاثية الأبعاد، ما يجعل التجربة أكثر متعة وإفادة.
لماذا يعد المشروع خطوة مهمة في دراسة التاريخ المصري؟
إحياء النصوص القديمة: يساعد المشروع على فك رموز البرديات التي لم تُترجم بالكامل بعد، مما يوفر مادة علمية جديدة للباحثين.
إتاحة المعرفة للجميع: بفضل التكنولوجيا، أصبح بإمكان الجمهور العادي فهم النصوص المصرية القديمة دون الحاجة إلى دراسة علم المصريات.
تعزيز السياحة الثقافية: المشروع يمنح الزائرين تجربة تفاعلية، مما يجذب المزيد من المهتمين بالتاريخ إلى مصر.
رسالة من الماضي إلى المستقبل
من خلال “إمي-دوات”، لا تقتصر مكتبة الإسكندرية على إعادة إحياء تراث الأجداد، بل تقدم درسًا في كيفية استخدام التكنولوجيا لربط الأجيال الحديثة بتاريخهم. المشروع ليس مجرد دراسة أكاديمية، بل هو جسر بين الماضي والمستقبل، يُظهر أن الحضارة المصرية لا تزال حية، وأن أسرارها لا تزال تنتظر من يكتشفها.
إذا كنت من عشاق التاريخ، فقد حان الوقت لتعيش تجربة مختلفة.. في “إمي-دوات”، حيث يلتقي العلم بالسحر، والماضي بالمستقبل!