“حماية الصغار أم قمع الحريات؟.. ألبانيا تحظر تيك توك لمدة عام”
في خطوة أثارت الجدل عالميًا، أعلنت الحكومة الألبانية فرض حظر على تطبيق “تيك توك” لمدة عام، في محاولة لحماية الأطفال والمراهقين من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي. القرار جاء بعد حادثة مأساوية راح ضحيتها مراهق يبلغ من العمر 14 عامًا، وسط اتهامات بأن الخلاف الذي أدى إلى مقتله اندلع عبر منصات التواصل الاجتماعي.
قرار بين الضرورة والجدل
رئيس الوزراء الألباني إيدي راما أكد أن القرار يأتي ضمن خطة شاملة لتعزيز الأمان في المدارس وحماية النشء من التأثيرات السلبية للسوشيال ميديا. وأوضح أن هذه الخطوة جاءت بعد اجتماعات مكثفة مع أولياء الأمور والمعلمين الذين أبدوا قلقهم المتزايد بشأن استخدام الأطفال للتطبيقات الرقمية.
ورغم تأكيد الحكومة أن القرار هدفه حماية الصغار من المحتويات الخطرة، إلا أن هناك أصواتًا معارضة ترى أن الحظر قد يحد من حرية التعبير، خاصة في بلد يسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، حيث تُعد حرية التعبير إحدى الركائز الأساسية.
رد تيك توك
من جانبها، سارعت شركة “تيك توك” إلى طلب توضيحات رسمية من الحكومة الألبانية، مؤكدة أنها لم تتلق أي أدلة تشير إلى أن الحادثة مرتبطة بمنصتها. كما أكدت الشركة التزامها بتوفير أدوات حماية للمستخدمين الصغار، مع سياسات صارمة تجاه المحتوى الضار.
تحديات العصر الرقمي
القرار الألباني يفتح باب النقاش مجددًا حول كيفية موازنة الحكومات بين حماية الأطفال وضمان حرية التعبير. ففي الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف بشأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب، يظل السؤال قائمًا: هل الحظر هو الحل الأمثل أم أن التوعية والمراقبة الأبوية هما الخيار الأفضل؟
رؤية مستقبلية
مع تصاعد الدعوات لحماية النشء في العالم الرقمي، من المتوقع أن تتخذ العديد من الدول إجراءات مماثلة خلال الفترة المقبلة. وبينما تبقى التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياة الأجيال الجديدة، يظل التحدي الأكبر هو كيفية تسخيرها لخدمة المجتمع دون أن تتحول إلى خطر يهدد براءة الصغار.
بقلم: يوستينا ألفي