سوريا على صفيح ساخن.. هل تشتعل الحرب الأهلية من جديد؟
شهدت سوريا خلال الأيام الماضية تطورات خطيرة تهدد استقرار البلاد، بعد اندلاع مواجهات دامية بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة في محافظتي اللاذقية وطرطوس. الاشتباكات، التي وصفت بأنها الأعنف منذ سنوات، أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص، بينهم مدنيون وعناصر أمنية، مما أعاد إلى الأذهان شبح الحرب الأهلية التي أنهكت البلاد لعقد من الزمن.
بداية الأزمة.. كمين يتحول إلى انتفاضة مسلحة
انطلقت الشرارة الأولى للأحداث عندما هاجمت مجموعات مسلحة تابعة للنظام السابق دورية عسكرية، مما أدى إلى رد فعل عنيف من قبل الجيش السوري. ومع انتشار الاشتباكات إلى مناطق أخرى، تمكن المتمردون من الاستيلاء على مقرات حكومية وقواعد عسكرية، قبل أن تعيد القوات النظامية السيطرة على معظمها بعد معارك عنيفة.
وفي تصريح رسمي، أعلن العقيد حسن عبد الغني، أحد قيادات الجيش، أن “المتمردين قد هُزموا”، إلا أن مصادر محلية أكدت استمرار المواجهات في بعض المناطق، مع ورود تقارير عن تعزيزات عسكرية واستعدادات لمعركة طويلة الأمد.
خلفيات الصراع.. أزمة اقتصادية وصراع على السلطة
يأتي هذا التصعيد في وقت تعاني فيه سوريا من أزمة اقتصادية خانقة، حيث يرزح ملايين المواطنين تحت وطأة الفقر والتضخم، وسط عجز الحكومة عن تقديم حلول جذرية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحكومة الجديدة، بقيادة أحمد الشراع، تسعى إلى فرض سيطرتها من خلال سن قوانين جديدة وإعادة هيكلة السلطة، الأمر الذي أثار قلق القوى المعارضة ودفع بعض الجماعات المسلحة إلى التمرد.
قلق دولي.. وتركيا تحذر
التوترات الأخيرة أثارت قلقًا إقليميًا ودوليًا، حيث حذرت تركيا من أن القتال في غرب سوريا قد يهدد جهود السلام والوحدة الوطنية. في المقابل، تراقب إسرائيل عن كثب تطورات الأحداث، خاصة في ظل الانقسامات الداخلية واحتمال تصاعد العنف إلى صراع أوسع نطاقًا.
سيناريوهات المستقبل.. إلى أين تتجه سوريا؟
مع استمرار القتال وغياب حل سياسي واضح، يزداد القلق من أن تعود البلاد إلى مرحلة جديدة من الفوضى والانقسام. فهل تستطيع الحكومة السورية السيطرة على الأوضاع واحتواء الأزمة، أم أن هذه الاشتباكات ستفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع المسلح؟
تبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد مصير سوريا، في وقت يترقب فيه المجتمع الدولي ما ستؤول إليه هذه الأزمة التي تهدد بإعادة البلاد إلى نقطة الصفر.
يوستينا ألفي