إيران وأمريكا.. بين التصعيد والتهديدات المتبادلة!
في فصل جديد من التوترات المستمرة بين طهران وواشنطن، رفض المرشد الإيراني علي خامنئي فكرة التفاوض مع الولايات المتحدة، معتبرًا أنها “دولة تمارس البلطجة”، وذلك ردًا على تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول إرسال خطاب رسمي إلى إيران. هذه التصريحات أعادت إلى الأذهان الصراع المحتدم بين البلدين، والذي شهد تقلبات حادة خلال السنوات الأخيرة، من التصعيد العسكري إلى العقوبات الاقتصادية وصولًا إلى محاولات دبلوماسية غير مثمرة.
لماذا ترفض إيران الحوار مع أمريكا؟
إيران ترى أن واشنطن تسعى إلى فرض شروطها بالقوة، وليس من خلال مفاوضات عادلة. ومن هنا، أكد خامنئي أن أي حديث عن مفاوضات تحت الضغط هو مرفوض تمامًا، مشددًا على أن إيران لن تستسلم للإملاءات الأمريكية، خصوصًا بعد العقوبات المشددة التي فرضتها إدارة ترامب سابقًا، والتي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني.
ترامب وموقفه المتشدد من طهران
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض، أعاد الحديث عن ضرورة التعامل بحزم مع إيران، مشيرًا إلى أنه كان أكثر رئيس فرض ضغوطًا غير مسبوقة على النظام الإيراني، سواء عبر العقوبات الاقتصادية الخانقة أو من خلال العمليات العسكرية، مثل اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في عام 2020.
لكن هل تستطيع أمريكا إعادة سياسة الضغط القصوى؟ مع دخول الانتخابات الأمريكية في مراحلها الحاسمة، يبدو أن التصعيد ضد إيران سيكون جزءًا من خطابات ترامب لاستقطاب الناخبين، خاصة من التيار المحافظ الذي يؤيد نهجًا متشددًا تجاه إيران.
إيران.. بين الصمود والتحديات الداخلية
رغم خطابها القوي، تواجه طهران تحديات داخلية كبيرة، أبرزها الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والمظاهرات الشعبية المتكررة، والضغوط الدولية. ومع ذلك، تحاول القيادة الإيرانية أن تظهر بموقف قوي أمام الولايات المتحدة، معتبرة أن أي تنازل أمام “البلطجة الأمريكية” سيضعف مكانتها على الساحة الدولية.
ما هو السيناريو القادم؟
في ظل هذه التصريحات المتشددة من الجانبين، يبقى السؤال: هل تتجه العلاقات الأمريكية الإيرانية نحو مواجهة جديدة أم أن الدبلوماسية لا تزال خيارًا مطروحًا؟
المشهد يبدو معقدًا، لكنه مرهون بعدة عوامل، منها:
نتائج الانتخابات الأمريكية: فوز ترامب قد يعيد سياسة الضغط القصوى، بينما استمرار الإدارة الديمقراطية قد يُبقي على نهج الدبلوماسية الحذرة.
الوضع في الشرق الأوسط: أي تصعيد في المنطقة، خاصة بين إسرائيل وحلفاء إيران، قد يدفع الطرفين إلى مزيد من المواجهة.
الملف النووي الإيراني: إذا قررت إيران تسريع تخصيب اليورانيوم، فقد تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع الغرب.
العلاقة بين إيران وأمريكا لطالما كانت ساحة للصراع، والتصريحات الأخيرة ليست سوى امتداد لعقود من العداء المتبادل. وبينما يرفض خامنئي أي تفاوض تحت الضغط، يواصل ترامب الحديث عن نهج أكثر تشددًا، مما يجعل الأشهر المقبلة حاسمة في تحديد مصير هذا الصراع المستمر. هل نشهد تصعيدًا جديدًا أم أن لغة الحوار ستجد طريقها وسط هذا التوتر؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة.
يوستينا ألفي