لغة الصمت في لام شمسية.. حينما تتحدث العيون بدلًا من الكلمات!
كتبت : يوستينا ألفي
وسط زحام الدراما، جاء لام شمسية كعمل مختلف، ليس فقط بسبب قضاياه العميقة، ولكن لأنه استخدم سلاحًا نادرًا في الدراما الحديثة: الصمت. في وقت تمتلئ فيه المسلسلات بالحوار الطويل والمباشر، اختار لام شمسية أن يترك بعض المشاهد بلا كلمات، مكتفيًا بنظرات تحمل في طياتها قصصًا كاملة.
حين يصبح الصمت أبلغ من الكلام
في مشاهد كثيرة، لم تكن أمينة خليل (نيللي) بحاجة إلى عبارات مطولة لتُعبّر عن مشاعرها. نظراتها القلقة، وارتباكها في مواجهة المواقف الصعبة، كانت كفيلة بأن تجعل المشاهد يشعر بكل ما يعتمل داخلها. لم يكن الحزن وحده هو ما نقله صمتها، بل حتى لحظات الغضب، الخوف، والخذلان، كلها تجلّت في تعبيراتها دون الحاجة إلى جملة واحدة.
أما أحمد صلاح السعدني (طارق)، فكان نموذجًا للشخص الذي يخفي أكثر مما يقول. الصمت هنا لم يكن ضعفًا، بل كان طريقته في الهروب، في التهرب من المواجهة، وفي رسم صورة غير مكتملة له أمام الآخرين. مشاهد المواجهة بينه وبين أمينة خليل كانت من أقوى اللحظات، حيث تصادم الصمت مع الانفجار العاطفي، مما زاد من تأثير المشاهد على الجمهور.
الإخراج ولغة العيون
ساهم المخرج في إبراز هذه اللغة الخاصة، باستخدام زوايا تصوير قريبة من الوجوه، وإضاءة خافتة تعكس مشاعر الشخصيات. التوقفات الطويلة بين الجمل لم تكن فراغات، بل كانت لحظات تحمل معاني، وكأن الصمت أصبح جزءًا من الحوار نفسه.
لماذا أثر لام شمسية في المشاهدين؟
السبب ليس فقط في القصة أو التمثيل، بل في تلك اللحظات الصامتة التي أعطت المشاهد الفرصة للشعور بدلاً من الاستماع فقط. في عالم مليء بالضوضاء، جاء لام شمسية ليؤكد أن الدراما الحقيقية لا تُبنى بالكلمات وحدها، بل أيضًا بكل ما لم يُقال.