“رئيس البرازيل يتحدى ترامب: لستَ رئيس العالم!”
كتبت : يوستينا ألفي
في تصريحات حادة وغير معتادة، شن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا هجومًا قويًا على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، منتقدًا سياساته الاقتصادية وتصرفاته على الساحة الدولية. جاءت هذه الانتقادات بعد فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية مرتفعة على واردات السيارات، في خطوة أثارت قلقًا عالميًا حول تأثيراتها على التجارة الحرة.
تصعيد غير مسبوق
لم يتردد لولا في التعبير عن موقفه بوضوح، مؤكدًا أن البرازيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه السياسات الحمائية. وقال في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام: “ترامب ليس رئيس العالم، ولا يمكنه فرض قواعده الاقتصادية على الجميع!”، في إشارة إلى رفضه التام للنهج الذي تتبعه الولايات المتحدة في فرض التعريفات الجمركية على الدول الأخرى.
كما اعتبر أن فرض هذه الضرائب يمثل “هجومًا على الاقتصاد العالمي” ويهدد مصالح العديد من الدول النامية التي تعتمد على التجارة الدولية، مضيفًا أن البرازيل ستتخذ إجراءات مضادة لحماية اقتصادها إذا لزم الأمر.
المشهد “البشع” في البيت الأبيض
لم يقتصر هجوم لولا على السياسات التجارية فقط، بل امتد إلى التعليق على التوترات السياسية بين ترامب ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي. حيث وصف اللقاء الذي جمعهما في البيت الأبيض بأنه كان “مشهدًا بشعًا”، منتقدًا الأسلوب الذي أدار به ترامب الحوار مع زيلينسكي.
وأشار لولا إلى أن مثل هذه المشاحنات العلنية بين القادة السياسيين لا تعكس سوى ضعف الدبلوماسية الدولية، وتؤثر سلبًا على استقرار العلاقات الدولية.
هل تتصاعد الأزمة؟
تصريحات لولا الحادة أثارت جدلًا واسعًا، خاصة أن البرازيل تُعد من أكبر الاقتصادات الناشئة في العالم، ولها علاقات تجارية مع الولايات المتحدة. ويرى بعض المحللين أن هذه المواجهة الكلامية قد تؤدي إلى توتر دبلوماسي بين البلدين، في وقت تحتاج فيه الأسواق إلى استقرار اقتصادي وسياسي.
وفي المقابل، لم يصدر بعد أي رد رسمي من ترامب أو الدوائر القريبة منه، لكن من المعروف أن الرئيس الأمريكي السابق لا يتجاهل الانتقادات بسهولة، ما يفتح الباب أمام احتمالية تصعيد جديد في الأيام المقبلة.
مستقبل العلاقات بين البلدين
يُطرح الآن سؤال مهم: هل ستظل هذه التصريحات مجرد مناوشات سياسية، أم أنها بداية لأزمة دبلوماسية وتجارية بين البرازيل والولايات المتحدة؟ الأيام القادمة قد تحمل مفاجآت في هذا الصدد، خاصة مع استمرار النقاش حول سياسات ترامب الاقتصادية وتأثيراتها على دول العالم.
ما هو مؤكد حتى الآن أن لولا اختار أن يكون صوته مسموعًا، وأنه لن يسمح بتمرير القرارات الأمريكية دون موقف واضح من البرازيل. فهل نشهد في المستقبل مزيدًا من التصعيد بين البلدين، أم أن الدبلوماسية ستتدخل لاحتواء الموقف؟