“في عصر السرعة.. هل فقدنا متعة اللحظات البسيطة؟”
بقلم : يوستينا ألفي
في ظل إيقاع الحياة المتسارع والتكنولوجيا التي تحيط بنا من كل جانب، أصبح الوقت يمر وكأنه سباق لا نهاية له. نهرول يوميًا لإنجاز المهام، نضغط على أنفسنا لنواكب التطورات، لكننا ننسى في خضم هذا كله أن نتوقف للحظة ونستمتع بالأشياء البسيطة التي كانت تمنحنا السعادة يومًا ما.
أين ذهب دفء العلاقات؟
قديماً، كانت التجمعات العائلية مقدسة، وكانت الجلسات مع الأصدقاء مليئة بالحديث والضحك دون انقطاع من إشعارات الهاتف. اليوم، نجد أنفسنا محاطين بالأجهزة، نتواصل عبر الرسائل أكثر مما نتحدث وجهًا لوجه، وننسى أن العناق الحقيقي لا يمكن تعويضه برمز تعبيري على الشاشة.
اللحظات الصغيرة.. أكبر كنز مفقود
هل تتذكر آخر مرة تأملت فيها غروب الشمس دون أن تنشغل بالتقاط صورة له؟ أو جلست مع أحبائك دون أن تقاطعكم شاشة الهاتف؟ ربما فقدنا متعة التفاصيل، فلم نعد نشعر بطعم القهوة الصباحية، أو بنسيم الهواء في نزهة هادئة، أو حتى بلحظة صمت تمنحنا السلام الداخلي.
هل يمكننا العودة؟
الحياة ليست سباقًا دائمًا، ولا تحتاج كل لحظة إلى توثيق. يمكننا استعادة بساطة الأيام عندما نقرر أن نعيش اللحظة بكامل وعينا، أن نغلق الهاتف لبعض الوقت، أن نسمح لعقولنا بالراحة من الضجيج المستمر، وأن نمنح أنفسنا فرصة لتقدير التفاصيل الصغيرة التي تصنع أجمل الذكريات.
ربما حان الوقت لأن نسأل أنفسنا: هل نعيش حقًا، أم أننا مجرد عابرين في زحام السرعة والتكنولوجيا؟