يوستينا ألفي رحيل الأنبا باخوميوس.. وداعًا لشيخ المطارنة وحكيم الكنيسة
كتبت : يوستينا ألفي
فقدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، صباح اليوم الأحد 30 مارس 2025، واحدًا من أبرز رموزها، نيافة الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، ورئيس دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، عن عمر ناهز 90 عامًا، بعد رحلة عطاء استمرت لأكثر من سبعة عقود، أثرى خلالها الحياة الكنسية والوطنية بحكمته ومحبته العميقة للجميع.
مسيرة حافلة بالعطاء
وُلد الأنبا باخوميوس في 17 ديسمبر 1935، وكان محبًا للحياة الرهبانية منذ صغره، حتى ترهبن بدير السريان بوادي النطرون في 11 نوفمبر 1962 تحت اسم الراهب أنطونيوس السرياني. استمرت مسيرته الروحية حتى سيم أسقفًا في 12 ديسمبر 1971، ليكون بذلك أول أسقف يرسمه البابا الراحل شنودة الثالث.
على مدار أكثر من خمسين عامًا، كان الأنبا باخوميوس مثالًا لرجل الدين الحكيم، حيث ساهم في بناء وتطوير الكنائس، واهتم بتعليم الشباب وتخريج أجيال من الخدام والرهبان الذين حملوا راية الخدمة من بعده. وكان من أبرز تلاميذه قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
القائم مقام البطريرك.. مرحلة استثنائية
عقب رحيل البابا شنودة الثالث في مارس 2012، تولى الأنبا باخوميوس مسؤولية إدارة الكنيسة كقائم مقام البطريرك، حيث قاد الكنيسة في واحدة من أكثر الفترات حساسية في تاريخها، وتمكن بحكمته وهدوئه من توجيه السفينة إلى بر الأمان، حتى تم انتخاب البابا تواضروس الثاني في نوفمبر من نفس العام.
مواقف وطنية خالدة
لم يكن الأنبا باخوميوس مجرد راعٍ كنسي، بل كان أيضًا وطنياً من الطراز الأول، مدافعًا عن وحدة الصف المصري، ومشاركًا في كافة المناسبات الوطنية، حيث أكد في أكثر من مناسبة أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية جزء لا يتجزأ من نسيج الوطن، وعمل دائمًا على دعم السلام والاستقرار.
وداع يليق بمسيرته
من المنتظر أن تُعلن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن ترتيبات الجنازة خلال الساعات المقبلة، وسط حالة من الحزن بين الأقباط ومحبيه من كافة أطياف المجتمع. فقد كان نيافته رمزًا للسلام والتسامح، ورجلًا اجتمع على محبته الجميع.
برحيله، تخسر الكنيسة أحد أبرز قادتها، إلا أن إرثه الروحي والفكري سيظل خالدًا في ذاكرة الأجيال القادمة، لتبقى سيرته نموذجًا يُحتذى به في المحبة والخدمة والتواضع. رحمه الله وألهم محبيه الصبر والسلوان.
